كان يسير بصعوبة في الدور الأرضي في منشأة الجمرات، يحاول إنهاء رمي ما بحوزته من حصى قبل أن يغادر مشعر منى منهيا رحلة العمر، فيما كانت تساعده زوجته التي تحاول جاهدة الوقوف بجواره، فقد تجاوزا العقد السادس من العمر وشارفا على السبعين عاما، ووهن العظم منهما، ولكنهما لم يستسلما لكبر السن بعد أن قررا أداء حجة العمر بعدما تسربت منهما السنوات بحجة العمل. يعترف الحاج عبدالحميد أبو الغيط ل «عكاظ» أن عمله في المجال العسكري، إذ يعمل أمين شرطة في بلاده مصر، سرق منه الأيام والشهور فلم يشعر بنفسه إلا في هذا العمر قبل أداء المناسك رغم أنه مقتدر ماديا، ويقول: لا أتمتع عادة بأي إجازة وكل أيامي للعمل ولم أتفرغ لأي شيء، لكنني الآن بعد التقاعد شعرت بالفجوة وقررت وشريكة عمري أداء الفريضة. ويقر بأنه بعد وصوله إلى المشاعر المقدسة ورأى الأجواء الإيمانية التي تغمر المكان والأريحية التي يعيشها المسلمون في هذه البقاع الطاهرة، والخدمات المثالية التي تقدم لهم، شعر للمرة الأولى بالحسرة على ما فاته من سنوات لم يأت فيها لا لعمرة ولا لحج. وأضاف أبو الغيط «تمنيت لو اعتمرت سابقا كل عام أو أديت المناسك التي تحتاج لقوة في البدن ولا تقتصر على كبار السن، خصوصا أن الحج يحتاج إلى سير لمسافات طويلة لتشعر به، لكننا الآن لا نقوى على السير، ويا ليتنا وصلنا مبكرا، لكن قدر الله وما شاء فعل، وندعو الله أن يتقبل منا». وبين أن زوجته صارحته أكثر من مرة أنها تخوفت من الموت قبل أداء الفريضة أو حتى العمرة، والحمد لله أن جمعنا على الصعيد الطاهر في أفضل رحلة إيمانية.