90 يوما شكلت طريقا لنجاح قطار المشاعر في الحج، فلم تحل محدودية الوقت في طريق التطوير ورسم خطة كاملة لتجاوز كل السلبيات التي رصدتها هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة خلال رحلات القطار في الموسم الماضي، لتتسلم المشروع هذا العام بتحديات جديدة شعارها «تجنب الأخطاء والسلبيات وتسيير رحلات بدقة ومواعيد منتظمة وانسيابية في الدخول والخروج». ويكشف مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة أمين عام هيئة تطوير المنطقة الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح ل«عكاظ» تفاصيل قصة النجاح وتحول مؤشر العطاء في قطار المشاعر من اللون الأحمر إلى الأخضر المرتفع دون المرور حتى للون الأصفر، واصفا مراسم التسليم والتسلم بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة بأنها لم تدم طويلا، فقد كانت الخطط جاهزة والخطوط الأولية قد انتهى وضعها وما إن تم التوقيع المبدئي بين الطرفين جاءت موافقة الجهات العليا على نقل الإشراف الكامل على المشاعر المقدسة بجميع المشاريع ومنها قطار المشاعر إلى الهيئة. وبين أن مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل وجه بإعطاء قطار المشاعر أولوية قصوى لمعالجة كامل السلبيات، بالإضافة إلى المشاريع الأخرى، واصفا العمل بأنه انطلق أولا بدراسة شاملة لجميع السلبيات ولذلك عقدت العديد من ورش العمل والاجتماعات وتم من خلالها المكاشفة بهدف إحداث التغيير فلا نقبل بأنصاف الحلول ونحن نحظى بدعم لا محدود من الأمير خالد الفيصل الذي أوصانا بالعمل والعمل لإحداث التغيير. وأضاف «بحثنا عن أبرز السلبيات خلال الأعوام الماضية فوجدنا بعضها أمورا تتعلق بالشركة المشغلة وهي في غالبها فنية وتشغيلية، وأمورا أخرى تتعلق بالشركات المتعاقدة من الباطن مع الشركة الرئيسية، وكان لدى كل شركة من الشركات جملة من التقارير والمتطلبات، وكانت هناك أيضا مشكلات مالية وإدارية بالإضافة إلى كل ذلك رصدنا مشكلات كانت تتعلق بالتفويج من المخيمات إلى القطار وصعودهم وكذلك النزول من القطار والعودة إلى المخيمات، وبحثنا في كل سلبية بشكل تفصيلي حتى لا نترك أي أمر للمفاجأة». وأشار الفالح «بعد أن انتهينا من تحليل شامل للسلبيات بدأت المرحلة الثانية وهي كيفية المعالجة، فتم تشكيل خلية عمل على مدار الساعة وتكون في حال اجتماع دائم وتم الاستعانة بخبراء محليين ولم نحتج ولله الحمد لأي من المكاتب العالمية فلدينا كوادر سعودية مؤهلة متى ما أعطيت الفرصة لا شك بأنها ستنجح وستبدع فلن يبني ويبدع لهذا الوطن في جميع المجالات ويحرص عليه غير أبناء الوطن، ورغم قصر المدة إلا أنه ولله الحمد تمت معالجة كافة السلبيات دون استثناء حتى المالية منها بدعم مباشر من أمير المنطقة». ولم يقف العمل عند معالجة السلبيات فقط - والحديث للفالح - بل بدأنا ولله الحمد بالتطوير وتم من خلال ذلك إطلاق برنامج ذكي يهتم بتفويج الحجاج من مخيماتهم إلى القطار والعودة، وهو مرتبط بغرفة التحكم وباستطاعة الفنيين الموجودين في غرفة التحكم متابعة الحجاج لحظة خروجهم والتأكد من مسار الفوج وجاهزيته والمدة المتوقعة لوصولهم للمحطة والتواصل مع الزملاء في المحطة واعطاؤهم إشارات بذلك. وكانت جداول التفويج معدة مسبقا بالتعاون مع الزملاء في وزارة الحج والعمرة وموزعة على مؤسسات الطوافة وبعثات الحج وتم تدريب مسؤولي تلك الجهات والمسؤولين عن الأفواج على البرنامج والبعض منهم تم تزويدهم بهواتف متطابقة مع البرنامج لمن لم يكن لديهم هذه الهواتف. وزاد الفالح «كان بعض الحجاج لا يحملون تذاكر الدخول إلى القطار مما أحدث التدافع والتزاحم لدى المحطات وقد أنهينا المشكلة من خلال الجهات الأمنية المشرفة على إدارة الحشود من قوات أمن المنشآت والتي عمدت إلى وضع نقاط فرز في كافة مداخل محطات القطار، ما أسهم في تنظيم دخول الحجاج إلى مقطورات القطار بشكل تنظيمي أفضل». وأوضح أن بتظليل محطات القطار أزيلت إشكالية تأثر الحجاج من أشعة الشمس وقد تجنب الإنهاك كما تم تركيب قارئ التذاكر في كافة المحطات تلاها التعامل المباشر مع الشركة المشغلة وبقية الشركات التي تم التعاقد معها من قبل الشركة المشغلة وتم الحديث معهم عن مشكلاتهم سواء المادية أو في قطع غيار القطارات أو إشكاليات فنية ووعدنا بحل كل تلك المشكلات وهو ما تم ليظهر التشغيل في أعلى المستويات.