من جديد تستعد 240 عربة، يضمها 12 قطاراً في المشاعر المقدسة؛ لاستقبال ضيوف الرحمن، إيذاناً ببدء موسم العام 1435ه لركن الإسلام الخامس، بعد توقف دام لنحو 340 يوماً. تستطيع عربات القطار، الذي بدأ ب37% من طاقته وقدرته الاستيعابية في حج عام 1431ه، ليعمل بكامل طاقته في العام الذي تلاه، وينقل 72 ألف حاج في اتجاه واحد كل ساعة، بين 9 محطات موزعة بين منى، ومزدلفة، وعرفات. تحمل كل عربة مكيفة من عربات القطار 50 راكباً جلوساً، و200 وقوفاً، تتسابق لتخفيف مشقة التنقل داخل المشاعر على حجاج بيت الله الحرام، مزودة بكل أنظمة السلامة العالمية، وشاشات ونظام معلوماتي متكامل بالصوت والصورة، فضلاً عن نظام تلفزيوني للمراقبة. رحلة مباركة تبدأ المحطات الأولى للقطار داخل المشاعر المقدسة من خلال ثلاث محطات في مشعر عرفات، ومثلها في مشعر مزدلفة، ثم أول مشعر منى، ووسطه، وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع بجسر الجمرات. يتميز القطار بالسرعة والارتفاع عن الأرض، ويقوم على أعمدة أحادية وسط الشارع، ويتميز أيضاً بقربه للمشاة والمحطة، بالإضافة إلى أن المسار يتفادى تأثيره على المخيمات، مع مراعاة عدم تكدس الحجاج، ومراعاة طبوغرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات. وتصل القطارات إلى قمة أدائها عندما تبدد مخاوف ملايين الحجاج في يوم النفرة من عرفات في وقت واحد باتجاه مزدلفة، ورمي الجمرات، إذ عجزت وسائل النقل الأخرى في مواسم حج ماضية عن حل مشكلات تنقل الحجيج بين المشاعر. يعمل حراس القطارات من الجنسين على تنفيذ أوامر 20 قطاراً، تقتضي بتشديد إجراءات المتابعة لتذاكر صعود الحجاج للقطار، عبر البوابات الإلكترونية في جميع المحطات لتنظيم تفويج الحجاج من الرجال والنساء. وتمنع القطارات الحجاج من الدخول إلى عرباتها، إلا بعد إعلان صوتي يسمع في كل محطة عن قرب موعد رحلة جديدة، مانعة الحجاج المخالفين، أو غير حاملي التذاكر من التدافع إليها؛ حفاظاً على سلامة ضيوف الرحمن. خطة متكاملة من جانبها، أعدت وزارة الشؤون البلدية والقروية، ممثلة في الإدارة المركزية للمشاريع التطويرية، خطة متكاملة لتشغيل مشروع قطار المشاعر في حج هذا العام، تتضمن إجراءات دقيقة لتفويج الحجاج لمحطات القطار في منى، وعرفة، ومزدلفة، وآليات لبيع التذاكر لمؤسسات دول جنوب آسيا، ودول مجلس التعاون الخليجي، ومؤسسات حجاج الداخل، وحددت الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية يوم الخامس من شهر ذي الحجة آخر موعد لشراء تذاكر القطار. وأوضح رئيس لجنة تحصيل رسوم تذاكر قطار المشاعر المقدسة في حج هذا العام، المهندس فريد محمد الغامدي، أن عملية بيع التذاكر لمؤسسات الحج والطوافة، بدأت من يوم 28 ذي القعدة، وبلغ عدد التذاكر التي نفدت حتى 2 ذي الحجة ما يقارب 200 ألف تذكرة. وأكد أن بيع تذاكر قطار المشاعر يقتصر على المؤسسات فقط، ولا يشمل الأفراد؛ وذلك لأسباب تنظيمية مرتبطة بخطة تفويج الحجاج لمحطات القطار. وحول أسعار تذاكر قطار المشاعر في حج هذا العام، بين المهندس "الغامدي" أن هناك عدة فئات تذاكر، منها تذاكر الرحلة الكاملة التي تمكن الحجاج من استخدام القطار في جميع أيام الحج، وقيمة التذكرة 250 ريالاً، وهناك تذاكر أخرى للقطار خلال أيام التشريق فقط، وقيمتها 50 ريالاً، وتذاكر المشغلين والعاملين في خدمة الحجاج ممن لا يرتدون ملابس الإحرام. وأشار المهندس "الغامدي" إلى تمييز كل فئة ونوع من التذاكر بلون خاص، منها اللون الأصفر لتذاكر الرحلة الكاملة للمحطة رقم (1)، واللون الأسود للمحطة رقم (2)، واللون الأزرق للمحطة رقم (3). ويستفاد من تذاكر الرحلة الكاملة ابتداءً من يوم 7 ذي الحجة وحتى 13 من الشهر نفسه، أما تذاكر أيام التشريق فيبدأ استخدامها خلال الفترة من 10 13 ذي الحجة، وتنقلات الحجاج لرمي الجمرات فقط. صمام الأمان وفي سياق متصل، خصصت قيادة قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ بالحج، تسع وحدات متخصصة للتعامل مع حوادث القطارات في جميع محطات قطار المشاعر في منى، ومزدلفة، وعرفات، ومتابعة الإجراءات الوقائية؛ لتجنب جميع المخاطر التي تهدد سلامة الحجاج مستخدمي القطار. وأوضح ضابط الإشراف على قطار المشاعر، العقيد عجاب الحربي، أن الدفاع المدني شريك أساسي في خطة تشغيل القطار في حج هذا العام، من خلال الوحدات والفرق التي تتمركز داخل المحطات، والوحدات التي يتم نشرها في المخيمات التي تقطنها بعثات الحج التي تستخدم القطار في التنقل لأداء المناسك بالمشاعر، مبيناً أن جهود الدفاع المدني تتركز بالدرجة الأولى على تعزيز الإجراءات الوقائية؛ للحد من الحوادث التي يمكن أن تقع في محطات القطار، أو المناطق المحيطة بها، وكذلك أثناء صعود الحجاج للقطار، أو نزولهم منه، والتدخل السريع للتعامل مع أي حوادث قد تحدث في المحطات، أو المناطق المحيطة بمسار القطار. وأكد "الحربي" أن قوة الدفاع المدني المشرفة على تشغيل قطار المشاعر في الحج هذا العام، بدأت استعداداتها منذ انتهاء موسم حج العام الماضي، من خلال عقد عدة اجتماعات بتوجيه من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، لتقييم عمل القطار، ومناقشة الإيجابيات والسلبيات الخاصة بخطط وبرامج تشغيله، تلاها مجموعة من ورش العمل التي استمرت حتى بداية موسم الحج هذا العام، حيث قدم الدفاع المدني عدداً من التوصيات التي سوف يتم تنفيذها في خطط تشغيل القطار في حج هذا العام. وأفاد أن مهام قوة الدفاع المدني المختصة بالإشراف على قطار المشاعر، تشمل متابعة جميع البنى التحية للقطار، والتأكد من توفر اشتراطات السلامة فيها، بما في ذلك الأعمال، والإضافات التي قد تستحدث، ومساندة الشركة المشغلة للقطار في حالات الطوارئ، بما في ذلك أعمال الإسعاف، والإنقاذ، والإطفاء، والإخلاء، والإشراف على جاهزية وكفاءة متطلبات السلامة في جميع مكونات المشروع، وخطط تشغيله، من خلال أطقم عالية التجهيز.