يسير الشاب عبدالله شراحيلي في شارع سوق العرب بمشعر منى رافعا لوحة إرشادية وخلفه نحو 200 حاج أفريقي متجهاً بهم إلى الجمرات ليعود مرة أخرى إلى المخيم في فترة زمنية محددة لا تتعارض مع حجاج آخرين. ويعمل شراحيلي في إحدى حملات الحج بمهنة «مفوج» أي المسؤول عن تفويج الحجاج من المخيم إلى رمي الجمرات والتنقل بين المشاعر في وقت محدد، وبجدول رسمي، حتى لا يتسبب في تزاحم وتدافع حجاج حملته مع أفواج أخرى من حملات أخرى. ولا تقل أهمية عمل «المفوج» عن دور رجال الأمن في المشاعر المقدسة، لأنه المسؤول المباشر عن خروج وحركة سير الحجاج بالوقت والعدد، وهي مهنة حساسة للغاية في المشاعر المقدسة، لا تعتمد على الارتجال أو العشوائية، بل ترتكز على الدقة في الوقت المحدد من قبل وزارة الحج، حتى لا تحدث كوارث بين الحجاج أثناء رمي الجمرات والانتقال من مشعر إلى آخر. ويشرح «المفوّج» شراحيلي ل«عكاظ» تفاصيل مهمته بالقول: «يصلنا جدول محدد من قبل وزارة الحج بمواعيد تفويج الحجاج من المخيم، وتلك المهمة من مسؤولية المفوّج، الذي يعتمد على الوقت والعدد المحددين لهما، فلا يمكنه التلاعب في الوقت أو العدد، لأن ذلك يلحق الضرر بحجاج الحملات الأخرى». ويضيف زميله «المفوج» أكرم محمد أن المفوجين يكونون على تنسيق دائم ومستمر مع وزارة الحج عبر أجهزة لا سلكية، لمتابعة آلية تفويج الحجاج في الأوقات المحددة، مشيراً إلى أن الوزارة تكلف مندوبين منها للإشراف على المفوجين. ويشير إلى إن الحملات تقسم المفوجين إلى مجموعات وتحدد أوقاتا بين تحركاتهم حتى لا تتعارض رحلاتهم مع بعضها البعض. لافتاً إلى أن الجدول اليومي لتحركاتهم يصلهم قبل يومين من التفويج، مشددا على أن مهنة «المفوّج» تعتمد على الالتزام بالوقت والعدد والتحرك السريع. ويعتمد عدد من الحملات على «مفوجين» متمرسين وبارعين وسريعي البديهة ولديهم لغات، حتى لا تواجه عقبات تحد من تحركات حجاجها، كما يؤكده المسؤول في حملة الأطياف عبدالرحمن النهاري، مضيفا «آلية التفويج تعتمد على الوقت المرسل من وزارة الحج، ونضع جدولاً يومياً بمواعيد التفويج للحجاج في مكان بارز في المخيم». ويشير إلى «المفوجين» لهم لباس خاص يعرفون به في الحج، حتى لا يفقدهم الحاج أثناء الذهاب إلى الجمرات، لافتاً إلى أن المفوجين لديهم يتحدثون لغات عدة، كون حجاج الحملة من جنسيات مختلفة.