منحت دماء الهدي التي سالت في مجازر المعيصم أمس، تذكرة التحلل من البياض للحجاج، بعد أن سن «الجزارون» سكاكينهم الحادة ل «النحر» وهي من شعائر الله التي تتبعها حلق الرؤوس أو تقصيرها. الداخل إلى تلك المجازر يلاحظ انتشار عمال بملابس حمراء وهم يملؤون المكان، متحزمين بالخناجر والسكاكين الجاهزة لذبح الأضاحي، ويتحركون بخطوات متشابهة لإنهاء العمل. يدخل الحاج إلى مجازر المعيصم بعد أن يقتص سند «هدي»؛ ليرى أضحيته تنحر أمام عينيه فمنهم من اكتفى بالنظر، ومنهم من فضل نثر اللون الأحمر بنفسه، معتقدا بأن هذا أعظم له في الأجر، في موقف تطغى عليه هتافات «بسم الله..الله أكبر» أثناء نحر الهدي والأضاحي. ويتحدث الحاج الأردني جبران علاونه ل «عكاظ»: يهمني أن أرى أضحيتي تنحر أمام عيني ليطمئن قلبي وأتصدق بها على الفقراء والمساكين من خلال مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي. فيما اطمأن الحاج أحمد بالحاج (مغربي الجنسية) على ذبح أضحيته بعد أن نظر إليها، وهمس في أذن الجزار (قل بسم الله..والله أكبر) متوجها إلى مكتب تسلم الأضحية للتصدق بها على الفقراء. يشار إلى أن مشروع الهدي والأضاحى تمكن حتى نهاية موسم حج العام الماضي من توزيع نحو 20 مليون ذبيحة على فقراء الحرم، والمستحقين داخل المملكة وفي مشارق الأرض ومغاربها منذ بدء تنفيذ المشروع في موسم حج 1403.