طغى اللون الأحمر في يوم الحج الأكبر فتسيد الألوان، كان بين نظرائه في مشعر منى أمس، وتحديداً في «مجازر الأضاحي» متباهياً ومانحاً لبياض ملابس الحجاج «الضوء الأخضر» للرحيل من فوق أجسادهم ومن المشهد الإيماني، من المشاعر حتى العام المقبل. ففي روزنامة ضيوف الرحمن المتتالية في المشاعر المقدسة، شخصت أنظار لابسي البياض إلى «صاحب اللون الأحمر» وهو ينثر قطرات دماء الهدي الحمراء التي كان جزاروها يشخصون ب «ملابس حمراء» فاقع لونها. فمن ضيوف الرحمن من اكتفى بالنظر، ومنهم من فضل نثر اللون الأحمر بنفسه، معتقداً بأن هذا أعظم له في الأجر، إذ يقول الحاج محمد أكبر «باكستاني الجنسية» ل «الحياة»: منذ نعومة أظافري أوصاني والدي أن أقوم بذبح أضحيتي بنفسي وهو ما دعاني إلى هذا الأمر فأعتقد أن الأجر سيعظم في حال نحر أضحيتي بنفسي». فيما اطمأن الحاج رضوي أبو محمد (مغربي الجنسية) على ذبح أضحيته بعد أن نظر إليها ومسح على ظهرها، وهمس في أذن الجزار (قل بسم الله ..والله أكبر) متوجهاً إلى مكتب تسلم الأضحية للتصدق بها على الفقراء. بدوره، أوضح رئيس مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي الدكتور أحمد محمد علي في حديث إلى «الحياة» أن المشروع بدأ من صبيحة يوم النحر في استقبال الحجاج لأداء نسك الهدي بطاقم العامل في المجازر هو 20 ألف جزار، ومساعد جزار و800 طبيب شرعي للكشف والتأكد من سلامة الأضاحي شرعياً، و800 طبيب بيطري للكشف والتأكد من سلامة الأضاحي صحياً، مضيفاً أن عدد ما تمت إفادته من الهدي حتى ظهر يوم أمس هو86314 رأساً من الأغنام و131 رأساً من الجمال والأبقار. وأشار إلى أن كل حاج يمتلك كوبون الهدي يحق له النظر إلى أضحيته والإشراف على ذبحها أو ذبحها بنفسه، وله الحق أن يأخذ ما يشاء من أضحيته، كما يقوم المشروع بإيصال اللحوم إلى المستحقين في أكثر من 26 دولة في العالم، إضافة إلى فقراء مكةالمكرمة. وبيًن أن المشروع بدأ عام 1403ه وهو في تطور مستمر، إذ توقع أن يبلغ عدد أضاحي هذا العام 800 ألف رأس من الأغنام.