لحسن عباس شربتلي تجربة مرة في تجارة السيارات في خمسينات القرن العشرين، حينما حصل على وكالة سيارات «بي إم دبليو» و«مان» الألمانيتين، حيث كان يبيعها بالتقسيط، ويعاني كثيراً في سبيل تحصيل قيمتها بسبب عدم وجود قوانين منظمة للعملية وقتذاك في البلاد؛ ولهذا رفض الرجل عرضاً تقدم به رجلا الأعمال عبداللطيف وعبدالعزيز جميل في مطلع الخمسينات لشراء شركات السيارات إضافة إلى شراء الأراضي التابعة لتلك الشركات (بمساحة 80 ألف متر مربع) مقابل 690 ألف ريال فقط. والغريب أن الرجل الذي كان يبيع السيارات لم يفكر يوماً في تعلم قيادتها، بل تمنى لو أن أولاده لم يتعلموا القيادة. ومن الأمور التي ربما خفيت على الناس هو أن شربتلي، رغم عدم إتمامه لتعليمه، كان متذوقاً للشعر منذ صباه، فحفظ روائع جرير والفرزدق والأخطل والمتنبي والمعري وابن الرومي والبحتري وأبو تمام وصولاً إلى الأخطل الصغير وشوقي وحافظ إبراهيم ومطران والزهاوي والرصافي والجواهري وبدوي الجبل. وفوق هذا هو صاحب دواوين شعرية؛ فقد أصدر ديوان «قدر ورجل» ومجموعة من الرباعيات في مجلد واحد، ثم أصدر ثمانية مجلدات. أما تعريفه للشعر فهو «نزف وجداني وفكري لا يصاب به إلا من وهبه الله نعمة الشاعرية». وأما عن الإلهام الشعري وأجمل قصيدة كتبها فقد قال: «أعتقد أن الشاعر الموهوب لا يقول الشعر إلا في ساعات معاناة نفسية وفكرية، ولذلك فهو يرى قصائده كأولاده لا يستطيع التمييز والتفضيل بينهم إلا في أقل القليل، وأرى أن أجمل قصائدي هي ما وجهته إلى ابني عبدالعزيز وابنتي فوزية يرحمهما الله، ثم إلى ابنتي مها حفظها الله». ويضيف: «على الشاعر أن يتوقف إذا أحس بأن ليس هناك ما يقوله بصدق وعذوبة وتفوق؛ فالتوقف حينئذ أكرم وأشرف وإلا فقد مكانته عند نفسه وعند الناس، وآثر حاضره القاتم على ماضيه المشرق».