غاب فنيو الصيانة عن محلات الجوال بمحافظتي خميس مشيط وأحد رفيدة، ما أدى إلى إغلاق عدد كبير منها، كما انعكس سلبا على الحركة التجارية التي شهدت نشاطا كبيرا قبل قرار توطين الاتصالات. وفي جولة «عكاظ» على محلات الجوال المنتشرة في المحافظتين، رصدت عددا من المحلات المغلقة. وعلى رغم أن ذلك تسبب في انخفاض إيجارات المحلات، وساعد عددا كبيرا من الشباب السعوديين على فتح المشاريع، إلا أن غياب الفنيين سيؤدي إلى ركود هذه التجارة. يقول (بائعون) عبدالله البشري وفهد المالكي وناصر الشهراني: إننا نبيع فقط، أما الصيانة فلا نجيدها حتى الآن، على رغم أنها تدر أرباحا كبيرة، مشيرين إلى أن الإلمام بصيانة الجوالات يحتاج إلى دورات مهنية مكثفة. من جهتهم أوضح كل من محمد البشري وحسين راقع وعبدالعزيز دحلان أن عدم معرفة نسبة كبيرة جدا من الشباب السعودي بصيانة الجوالات أدى إلى إغلاق محلات الصيانة وتوقف مندوبو المبيعات عن العمل وتأثر السوق بشكل كبير، ما اضطر عدد كبير من أصحاب الجوالات المعطلة إلى شراء أخرى جديدة، على رغم أن المشكلات الفنية في أجهزتهم بسيطة. وتساءلوا عن الشباب الذي خضع للتدريب والتأهيل في هذا المجال، إذ أن هناك ما يزيد عن 180 ألف شاب وشابة جاهزين للعمل في محلات الجوالات، وتم افتتاح معاهد فنية للتدريب، إلا أن هذا العدد لم يترجم على أرض الواقع. واعتبر كل من محمد أبو سبعة ومحمد الشواطي وسعد أبو قفرة أن قرار التوطين خطوة إيجابية، شريطة توفير الأيدي الوطنية المتخصصة في أعمال صيانة الجوالات، إذ يؤكد عدد من الشباب أصحاب المحلات أنهم أسسوا محلات متكاملة لبيع الجوالات ومشتقاتها وتبين لهم أنها تجارة رابحة غابت سنين عن الشباب السعودي، إذ تصدت لها العمالة الوافدة وتربحت منها أموالا طائلة، مضيفين أن قرار التوطين تسبب في انخفاض إيجارات المحلات بشكل كبير، كما فتح آفاق العمل باعتباره من المشاريع الناجحة، مؤكدين أن هذا المجال سيكون مشروعهم القادم. في المقابل أشارت ريم القحطاني ونجود علي ومها سعيد إلى أنهن على ثقة من حماس الفتيات لإثبات وجودهن في هذا المجال، كونهن أكثر حرصا والتزاما، مرحبات بتصدي الفتيات للعمل في أسواق الجوالات، ما يرفع ثقتهن في التعامل مع محلات الجوالات.