اصطدمت مرتادات سوق بيع الهواتف المحمولة وصيانتها بخلو أكبر المحلات من العنصر النسائي في كل من الرياضوجدة والمنطقة الشرقية، كعاملات في مجال البيع والصيانة، مبدين استغرابهن من غياب الفتيات عن القطاع، على رغم إعلان وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن توطين القطاع بنسبة 50% كمرحلة أولى اعتبارا من بداية رمضان الماضي. في جدة، رصدت «عكاظ» عبر جولة ميدانية البارحة في شارع فلسطين، أحد الشوارع الذي يضم أكبر عدد من محلات بيع الهواتف المحمولة، اكتفاء المحلات بتوظيف العاملين الشباب من السعوديين، دون وجود عنصر نسائي واحد، فيما يشير أحد العاملين -فضل عدم ذكر اسمه- قائلا: أعمل في المحل منذ بدء الإعلان عن توطين القطاع، وأتقاضى راتب 4 آلاف ريال، إذ أعمل على فترتين صباحية ومسائية، مضيفا أن القطاع يوفر فرص عمل للشباب الباحثين عن وظيفة. متابعا بقوله: الأهم بعد التوطين هو استمرارية الشباب في العمل في القطاع كعاملين أو أصحاب محلات، وعدم الالتفات للنظرة السلبية للبعض كعاملين أو متخصصين في صيانة الهواتف المحمولة. في حين تشير إحدى مرتادات السوق خلود محمد إلى أنها فوجئت بغياب العنصر النسائي من الفتيات عن محلات صيانة وبيع الهواتف المحمولة، مقترحة على وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الإعلان عبر موقعها الإلكتروني أو في وسائل الإعلام عن نقاط بيع الهواتف المحمولة من قبل العنصر النسائي، للحد من البحث في كافة المحلات عن عنصر نسائي لصيانة الجولات، مضيفة: حين لم أجد العنصر النسائي تراجعت وفضلت الانتظار، لحين توظيف العنصر النسائي في هذا القطاع الهام. ولم يختلف المشهد في مدينة الرياض عن جدة، إذ غابت العاملات عن قطاع محلات بيع وصيانة الهواتف المحمولة، وخلا أشهر مراكز بيع الجوالات في الرياض (المرسلات ومجمع النزهة للاتصالات) من العنصر النسائي تماما، وعند سؤال العاملين في المركز، أكدو عدم إبلاغهم أو توجيههم بأن هناك توجها للسماح للسيدات بممارسة البيع في هذه المحلات، في حين أكد أحد الباعة أن مندوب الوزارة زارهم أخيرا، لكنه لم يبلغهم بموعد بدء عمل النساء في هذا القطاع. وفي المنطقة الشرقية، وعبر جولة تفقدية في أحد المجمعات التجارية في الدمام، التي تضم أكثر من 40 محلا تجاريا خاصا بالاتصالات والهواتف النقالة، لوحظ عدم تفعيل أي محل منها لقرار تأنيث العاملات في بعض المحلات، بل اقتصار العمل فيها على الذكور فقط، وبالاستفسار من أحد الباعة عن ما إذا كان يوجد نساء لتصليح الهواتف المحمولة، لعدم رغبة البعض في التعامل مع الرجال، أكد عدم توافر عاملات نساء في هذا المجال، وعرض إصلاح الهاتف أمام صاحبته ضمانا لحفظ ما يحتويه الهاتف الجوال. في المقابل أكد المتحدث لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبا الخيل ل «عكاظ» أن الوزارة عقدت اتفافية مع مستثمرين ومسثمرات في محافظة جدةوالرياض ونجران، لتجهيز صالات لبيع وصيانه الجوالات كمرحلة أولى، لافتتاح صالات نسائية تتوافر فيها اشتراطات بيئة العمل المناسبة، على أن تنطلق الشهر القادم، تتضمن أكشاك البيع والصيانة، بعد اختيار المستثمرين والمستثمرات للتوزيع الجغرافي للمحلات، لتغطية الطلب على البيع والصيانة. وأوضح أن وزارة «العمل» عملت في المرحلة السابقة على تأهيل وتدريب العنصر النسائي على مهارات بيع وصيانة الهواتف المحمولة، فيما أنهت الوزارة مع المؤسسة العامة للتدريب التقني وصندوق تنمية الموارد البشرية وبنك التسليف والتنظيم الوطني للتدريب والتوظيف تدريب نحو 35 ألف سعودي وسعودية في مجالات البيع والصيانة، وأشارت إلى أن بعضهم بدأ بالعمل فعليا بعد أن أنهى الدورة.