لم يتخوف الشباب السعودي مالكو المشاريع الناشئة في مجال الجوالات وبيعها وصيانتها من تعطل مشاريعهم أو تعرضهم للخسائر نتيجة إيقاف تأشيرات استقدام العمالة الوافدة أو اضطرارهم للاستغناء عن العاملين بمحلاتهم بعد قرار وزارة العمل بتوطين هذه المهن، بل تدافعوا للتسجيل بدورات الصيانة والمبيعات المقدمة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. وبارك عدد كبير من الشباب مالكي محلات الجوالات هذه الخطوة، واعتبروها فرصة لإثبات الوجود، فلم يعد كافيا مجرد إدارة المحل، إذ أصبح عليهم القيام بكافة أعمال الصيانة والبيع بأنفسهم بمجرد انتهاء المهلة المحددة للتوطين. في البدء يقول يزيد مبارك المطيري 22 عاما خريج قسم الشبكات من الكلية التقنية ل«عكاظ»: افتتحت مشروعي منذ أربعة أشهر فقط، وأعتقد أن العمل بصيانة الجوالات وبيعها من أكثر المجالات الجاذبة للشباب السعودي، كونها تشبع شغفهم باستخدام أنواع التقنية كافة. واعتبر أن القرار كان مفاجئا له كصاحب مشروع ناشئ، حيث تقدم في وقت سابق بطلب لاستقدام وافدين لمحل (تقنية الاتصالات) ببريدة للقيام بأعمال الصيانة، إلا أن التأشيرات أوقفت بمجرد صدور القرار، ما دفعه للبحث عن دورة لتعليم فنون صيانة الجوال، وبالفعل بادر بالتسجيل بالدورات التي أعلنتها المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ليصبح قادرا على صيانة أجهزة الجوال بنفسه بدلا من الاعتماد على إدارة المحل فقط. واعتبر أن المحل (المشروع) الذي كلف أكثر من 130 ألف ريال، حصل عليها كتمويل من معهد الأعمال الوطني «ريادة» هو أفضل القرارات التي اتخذها في حياته، مشيرا إلى دعم المجتمع وتشجيعه منذ انطلاق المشروع. يشاطره الرأي ياسر عبدالله السالم خريج الكلية التقنية قسم الحاسب الآلي، مضيفا ل«عكاظ»: بعد عملي لفترة بمحلات صيانة الجوال، قررت أن امتلك مشروعي الخاص، وبالفعل توجهت إلى معهد «ريادة» وحصلت على تمويل بنحو 130 ألف ريال.