طرحت عكاظ في عددها (4586) بتاريخ 6/ 1 / 2014 قضية السماح باحتراف اللاعب الأجنبي (مواليد السعودية) في الدوري السعودي والبدء في تنفيذ الفكرة في دوري الدرجة الأولى، ولقي الموضوع الذي حمل (مواليد السعودية في دوري ركاء) ردود فعل واسعه، خصوصا من مسؤولي تلك الأندية، ولم تمض ستة أشهر من طرح الفكرة حتى تم اعتماد مشاركة اللاعب الأجنبي «مواليد السعودية» في دوري الدرجة الأولى ولقيت الفكرة نجاحا كبيرا، وبرز من خلالها عدد من اللاعبين الذي وجدوا فرصتهم في هذه الأندية بعد أن غادر من سبقوهم إلى دول الخليج وحصلوا على مميزات كبيرة وتم تجنيس البارزين منهم، كما حدث مع نجم الكرة الإماراتية عمر عبدالرحمن (عموري) الذي برز في حواري مدينة الرياض ونمت موهبته في (شوارعها) لتنفجر تلك الموهبة إبداعا في الملاعب الإماراتية بعد قيده في نادي العين وانضمامه لمنتخبها حتى أصبح يسير على خطى النجوم الكبار في الخليج والوطن العربي!. مواليد السعودية... لماذا؟! كانت فكرة طرح مشاركة اللاعب الأجنبي (مواليد السعودية ) سواء كان عربيا أو أجنبيا هي بسبب أن الكلفة المالية أقل من التعاقد مع لاعب أجنبي من خارج السعودية؛ إذ يحتاج حضوره لمقدم عقد وراتب شهري إضافة إلى المميزات الأخري كالسكن والسياراة التي بطبيعة الحال لابد أن تكون فارهة وذات قيمة عالية، وذلك بطبيعة الحال يحتاج ميزانيات كبيرة لا تستطيع أندية الدرجة الأولى توفيرها لثلاثة أو أربعة لاعبين محترفين بسبب ضعف مداخيلها المالية التي بالكاد تسير أمور النادي بوضعه الحالي، الفكرة حققت نجاحا كبيرا وأبرزت عددا من المواهب المدفونة في ملاعبنا والذي يتفوق بعضها على اللاعبين سواء الأجانب أو العرب الذين تستقطبهم الأندية ويكلفون الخزينة مبالغ طائلة دون تقديم فائدة فنية، بل إن بعضهم قد يتفوق عليه اللاعب السعودي الصاعد من الفئات السنية في النادي!. الفكرة رائعة وغير مكلفة! رئيس مجلس إدارة نادي ضمك بخميس مشيط محمد الغروي أكد أن فكرة استقطاب الأندية السعودية للاعبين الأجانب مواليد السعودية رائعة جداً وغير مكلفة من الناحية المالية، فاللاعب موجود هنا ومقيم في السعودية ولا يحتاج إلى استقدام يكلف خزائن الأندية كثيرا، وفيها تنجح أو لا، وأقصد بذلك الصفقات التي يتم جلبها من خارج المملكة من الدوريات سواء العربية أو الأوروبية أو أمريكا الجنوبية، وما يصاحب ذلك من سلبيات خصوصا من ناحية عدم التأقلم على الأجواء هنا، وأتحدث هنا عن لاعبي أوروبا وأمريكا الجنوبية، وهذا عكس المولود هنا الذي هو مُتأقلم ويعرف عادات البلد، وبالنسبة لنا في نادي ضمك لنا تجربة ناجحة مع اللاعب هتان البرطلي وهو تونسي من مواليد مدينة جدة ويحقق معنا نتائج رائعة، إضافة للاعب حاتم البجاوي وهذا اللاعب والده مدرب منتخب المملكة لسلاح الشيش والمبارزة، استقطبتهم بكلفة مالية قليله جداً، لكن المشكلة هي في عملية البحث عنهم خصوصا أن هؤلاء اللاعبين ليس لهم وكلاء أعمال لاعبين بحكم أنهم هواة، لذا أتمنى تعميم الفكرة في أندية دوري عبداللطيف جميل! أندية جميل تريد الغالي نائب رئيس مجلس إدارة نادي الطائي بحائل سعد الصعب قال إن اللاعب الأجنبي «مواليد السعودية» نجح نجاحا كبيرا جداً وجنب أندية دوري الدرجة الأولى أعباء كثيرة. المصاريف المالية الكبيرة التي تترتب على استقطاب لاعبين أجانب من خارج المملكة كما هو كان معمول به في السابق؛ إذ كان كل ناد يستقطب ثلاثة لاعبين ويصرف عليهم مبالغ كبيرة ومقدمات عقود ورواتب ضخمة ما يجعل الأندية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه اللاعب المحلي. وتابع: نحن في الطائي لدينا لاعبان من السودان والنيجر وهما محمد إسحاق ومدثر محمد ويقدمان مستويات مميزة جداً، فبالنسبة لنجاح اللاعبين (مواليد السعودية) في أندية جميل حقيقة لا أعتقد أنهم ينجحون؛ لأنهم ليسوا (قد مقام) أندية دوري جميل التي اعتادت على لاعبي الملايين، ولكن ربما تنجح الفكرة بسبب الأزمة المالية التي تعاني منها أندية جميل ويقبلون بالأمر على طريقة (مكره أخاك لا بطل)!. تجربة اقتصادية رائعة رئيس مجلس إدارة نادي النجوم بالشقيق عبدالرحمن الكليب يرى أن فكرة مواليد السعودية من الأجانب ومشاركتهم وانتسابهم للأندية شيء مهم جداً، خصوصا أنهم شركاء في تنمية الوطن، «يعتبر الجزء الرياضي جزءً مهما منه في دوري الدرجة الأولى. استفدنا من اللاعبين الأجانب من العرب والأفارقة مواليد السعودية؛ لأن التعاقد معهم سهل جداً وغير مكلف اقتصاديا، وأعتقد أن البارز منهم ممكن أن يشارك في دوري عبداللطيف جميل حسب الأنظمة واللوائح المعمول بها!». فرصة لاكتشاف المواهب رئيس مجلس إدارة نادي الباطن ناصر الهويدي يرى أن تجربة مشاركة اللاعب الأجنبي (مواليد السعودية) جيدة على مدى قصير بسبب كبر سن بعض اللاعبين المشاركين في أندية دوري الدرجة الأولى لكن على المدى البعيد غير مجدية إلا إذا تم تعميم مشاركتهم على جميع الفئات ناشئين شباب فريق أول، وبالنسبة للموجودين حاليا إضافة فنية جيدة للفرق، لدينا في الباطن أحمد فؤاد (مصري) ومحمد نجار (سوداني) يقدمان مستويات مميزة وتكلفتهما المالية قليلة مقارنة باللاعب الذي يتم استقطابه من خارج السعودية!، أما بالنسبة لمشاركتهم في دوري جميل طبعا صعب لأنهم غير مؤهلين ومستوياتهم لا تفرق عن اللاعبين السعوديين الموجودين في دوري جميل إذا ما كانوا أقل!. يجب تعميم التجربة! مدرب نادي النجوم بالشقيق الوطني خالد العطوي: تحدث من خلال نظرة فنية قائلا «أعتقد بضرورة تعميم التجربة على جميع الفئات وليس الفريق الأول فقط حتى تكون المخرجات أفضل؛ إذ نبدأ من الصفر ونؤسس بشكل أفضل ويكون لدينا وفره بالمواهب في دوري الدرجة الأولى ودوري عبداللطيف جميل، ولدينا في نادي النجوم لاعبان من مواليد السعودية وهما تشادي ونيجيري ماهر محمد وجبريل محمد، وهما إضافة بطبيعة الحال، ولكن مازلت أشدد على أن تعميم التجربة سوف يعطي نتائج أفضل ويجعل الأندية السعودية تفرخ لاعبين مواهب من السعوديين والأجانب من مواليد المملكة». كنوز مدفونة في ملاعبنا! نجم الكرة الإماراتية ونادي العين عمر عبدالرحمن (عموري) الذي تخرج من ملاعب الحواري في المملكة ومنح الجنسية الإماراتية وأصبح أفضل لاعب في الخليج العربي يتحدث عن تجربته في ملاعب كرة القدم السعودي ويروي حكاية الانطلاق قائلا: «حرمني النظام من التسجيل في نادي الهلال السعودي والنادي الأهلي بسبب أني غير سعودي رغم أني من مواليد المملكة، سمعت بعد ذلك بالسماح للاعبين الأجانب مواليد السعودية في دوري الدرجة الأولى وهذا شيء جميل جداً وسيقلل من التكاليف الباهظة لاستقدام لاعبين من الخارج»، وتابع «الموهبة يجب الاعتناء بها وتطويرها سواء كان لاعبا وطنيا أو أجنبيا؛ لأن تفوقها سيعود فنيا على رياضة الوطن، لكن يجب السماح للأجانب الموجودين في السعودية بتسجيل أبنائهم في الأندية من 12 سنة بعدد معين لنضمن لاعبين يستطيعون أن يحلوا مكان الأجانب الذين يتم استقطابهم من الخارج!». بدري عليهم "جميل" الإعلامي محمد الخليفة أحد المهتمين بدوري الدرجة الأولى قال «من الصعب الحكم على التجربة مبكرا خصوصا أنها جديدة ومستويات اللاعبين متفاوتة، فهناك أندية استفادت من هذه التجربة، وهناك أندية لم تضف لها الأسماء من مواليد السعودية أي شيء، والدليل نادي الحزم لم يستفد من لاعباه التونسيان المولودان في السعودية يحيي سالم خنفير ومحمد كيلاني الوزاني، بل هما عبء على الفريق؛ فالفريق في القاع ولو أن مستوياتهما مميزة لانتشلا الفريق وقاداه للأفضل». ويضيف «من الصعب أن يشارك لاعبون بهذا المستوى في دوري عبداللطيف جميل رغم أن هناك لاعبين بروزا، ولكن الوقت مازال مبكرا، وأتمنى تعميم التجربة على جميع القطاعات السنية في الأندية لتكون التجربة أقوى، فاللاعبون المواليد المسجلون حاليا هم لاعبو (حواري)!».