عندما نفكر باقرار شيْء (ما)، يجب أن تتم دراسته من جميع الجوانب، ونضع تصورا محتملا للسلبيات والايجابيات قبل اقراره، ومن ثم نتخذ القرار المناسب. عندما أوصت (رابطة دوري المحترفين لأندية الدرجة الأولى) اعتماد مشاركة لاعب محترف غير سعودي بالموسم القادم، قلنا إنه أمر مقبول لإعطاء الدوري مزيدا من القوه والإثارة. أما الأمر الآخر المثير للجدل الذي أوصت به هذه الرابطة، فهو السماح بمشاركة (لاعبين اثنين من مواليد السعودية كلاعبين أجانب) في كل ناد في دوري ركاء. نعرف جميعا ان الأغلبيه بالشارع الرياضي كانت منذ سنين تطالب بعدم ضياع المواهب من المواليد، واعطائها فرصة للعب ولكن للأسف (بعد ما شاب ودوه الكتاب). الشيء الغريب أن الرابطة أرسلت للأندية بهذا الأمر، ولم توضح لهم ما هي شروط مشاركة اللاعبين المواليد واصبحت الأندية تسأل وتسأل، ولا يجدون إجابة. هل يعقل أن يرسل للأندية باقرار مشاركة اللاعبين المواليد، دون ايضاح آلية مشاركتهم، ولهذا يبدو لي أن من أقروا فكرة المواليد أرادوا ان ينتصروا لأنفسهم؛ لأنهم أصحاب الفكرة ونسوا الأهم. من أقروا هذه الفكرة.. هل فكروا من هم اللاعبون المواليد الذين سوف يذهبون لأندية ركاء؟ وكم هي أعمارهم المحتملة؟ وأين كانوا يلعبون طوال السنوات الماضية؟ هل كانوا يعتقدون أن اللاعب صاحب ال 26 عاما أو 28 عاما، وهو يلعب بالحواري طوال هذه السنوات، قادر في لحظة أن يلعب في ناد؟ وفي دوري صعب ومتقلب؟ أم أنهم لم يفكروا بهذا الشيء؟! وهل فكروا كيف لهؤلاء اللاعبين المواليد بعد أن قضوا سنوات عمرهم بأحذية خاصة بالملاعب الترابية أن يكونوا قادرين في يوم وليله أن يلعبوا بأحذية خاصة بالعشب. أم إن الاخوان بالرابطة من تبنوا هذه الفكرة، واجتهدوا لاقرارها، كانوا يرغبون من أندية ركاء تدريب وتعليم لاعبي المواليد لأشهر وسنوات عديدة، وتناسوا ان هذه الأمور تتم بالفئات السنية. أما الشيء الذي حاولت أن أجد له إجابة ولم استطع وهو: لماذا اختاروا دوري ركاء لتنفيذ هذه الفكرة؟ هل هو دوري محترفين؟ أم دوري مواليد؟! تصوروا أن أغلب أندية ركاء تعاقدت مع لاعبين «مواليد» كانت ولادتهم بالسعودية، وحاليا جميعهم خارج السعودية، ومنذ سنوات طويلة وهم يلعبون في أندية بلادهم، أو محترفون بأندية أخرى. وسوف تلاحظون عند بداية الدوري أن اغلبية المواليد بالأندية (بحريني وأردني وسوري وقطري ومالي .. الخ) وهنا نقول هل تحققت فكرة المواليد؟ أم أنها لم تدرس جيدا؟ قرار المواليد انعش كثيرا سوق وكلاء اللاعبين، وأصبحت الأندية مجبرة- تجلب ثلاثه لاعبين محترفين (واحد اجنبي) واثنان اجانب، لكن مواليد وتخسر عليهم الأندية وكأنهم ثلاثة أجانب. إذا كان من أقر هذا النظام حريصا على مشاركة المواليد، كان يجب أن يحدد سنوات معينة لوجودهم بالسعودية، أما النظام الحالي فأرهق الأندية ماديا. أخيرا.. لمن يهمه الأمر.. فكرة المواليد يجب أن تبدأ (بالناشئين أو الشباب أو الأولمبي) ليتدرج اللاعب ويعرف طريقة لعب الأندية، ويصل للفريق الأول ولديه المام.