وأنت تسير في شوارع حي الضليعة في عنيزة تتلفت يمنة ويسرة بحثا عن وجوه أهالي الحي دون فائدة، فالحي القديم تحول إلى مجمع يؤوي العمالة الوافدة من شتى الجنسيات، ومع مرور السنين، هجر أهالي الحي مساكنهم وارتحلوا إلى أحياء أخرى، وأصبح الحي مثل اليتيم في قبضة العمالة الوافدة، والتي حولت شوارعه إلى بسطات لبيع الخضار والفاكهة. وأوضح عدد من الأهالي أن الضليعة يعد من الأحياء العريقة، وكان يؤوي عائلات شهد أسلافها بداية الحي، لكن الجميع تركوا الحي للعمالة الوافدة. وقال فواز الحميان إن هناك عددا من سكان الحي شيدوا مساكنهم وظلوا أوفياء للحي العريق، ولكنهم بمرور السنوات ارتحلوا من الحي بعد أن شاهدوا جيرانهم يغادرون منازلهم. وأضاف أن عددا من الأهالي أصبحوا يخافون على عوائلهم من العمالة الوافدة التي تتجول في الشوارع والأزقة، لافتا إلى أنه لا زال يتذكر جريمة العامل الوافد الذي كان يقفز إلى البيوت ويسرق ما خف وزنه وغلا ثمنه، وفي النهاية تم ضبطه بالجرم المشهود وأرجعت المسروقات إلى أصحابها. ويري سعدون الحماد أن الحي يتضمن بقايا أبنية طينية مهجورة صارت خطرا على المارة وأهل الحي، وهي بقايا أبنية قد تستخدم لإخفاء المسروقات، علاوة على أنها أطلال آيلة للسقوط، ويأمل أهالي الحي أن يتم إبعاد العمالة الوافدة عن الحي التاريخي، والحفاظ على أبنيته الطينية لتحكي تاريخ الأجداد. فيما يشير فهد الجملي إلى أن الحي به شوارع ضيقة قد لا تستطيع معدات البلدية السير فيها، لذا فإن أكوام النفايات تملأ هذه الشوارع. فيما يرى فهد الساعد أن حي الضليعة مكتظ بالعمالة الوافدة ورغم وجود السكان من الأهالي إلا أنهم يتسببون في الكثير من المشكلات، داعيا مكتب العمل والجهات المختصة إلى إطلاق حملات لتنظيف الحي من الوجوه الوافدة ومظاهر العشوائية التي تكتنفه. وأضاف أنه يجب نقل العمالة الوافدة إلى المنطقة الصناعية ليكونوا قريبا من أعمالهم.