ظهران الجنوب، المحافظة القريبة من الشريط الحدودي، الممتدة على طول 100 كيلومتر، وسط جبال وسهول خضراء جددت قدرتها على مواجهة مغامرات الحوثي والمخلوع. تعيش المحافظة برغم القصف العشوائي اليائس حالة من الهدوء والطمأنينة، مثلما عاشت بطولات القوات المسلحة وهي تدك جحور ومخابئ الميليشيات اليائسة، ورصدت «عكاظ» لليوم التالي الأوضاع على طبيعتها في المحافظة الواقعة بين السهل الأخضر والجبل العالي. الحياة هنا، كما اعتاد أهل ظهران الجنوب، تتوزع بين الطقوس اليومية والعمل المثابر في الحقول والمراعي، والسيارات التي تعبر الطريق بين القرى الحدودية بمنطقة عسير. واعتاد الناس في الأيام السابقة على سماع دوي المدفعية السعودية وهي ترسل حممها اللاهبة إلى صدر العدو الذي اختار الهروب .. يقول مواطن من ظهران الجنوب ل «عكاظ» «هنا رجال رهنوا أنفسهم لحماية الوطن الغالي.. الأحوال كما ترون طبيعية، وأنا الآن متجه إلى مزرعتي للحصاد .. والساحات والمتنزهات تستقبل روادها من الصغار والكبار». رد عملي من المستشفى أبلغ رد على القصف العشوائي اليائس من الحوثيين، كان من مستشفى ظهران الجنوب الجديد إذ يستمر العمل فيه ليل نهار، ويقول مهندس المشروع محمد عبدالعظيم إن المستشفى الجديد قيمته أكثر من مائة وعشرين مليون ريال، وتصادف أن بعض المقذوفات الحوثية سقطت بالقرب منه ومع ذلك تواصل العمل بجد ونشاط ولم يتوقف لدقيقة واحدة. والتقت «عكاظ» في جولتها بعدد من الأعيان فأكدوا أن القرى الحدودية تعيش في أمان عاصفة الحزم وإعادة الأمل، والحياة لم تتأثر مطلقا بمغامرات الانقلابيين في اليمن فالمتاجر كما ترون مفتوحة وحركة البيع والشراء طبيعية. ويرى سعد آل عريعر من آل حيان ووادعة جنوب المحافظة أن عملية «عاصفة الحزم» جاءت لردع الباغي الحوثي، وهو موقف بطولي ويحرر الشعب اليمني من الحوثيين المتمردين والمخلوع صالح، والأوضاع هنا في ظهران الجنوب والكل ينعم بالأمن والأمان ولم يتغير شيء. التصدي للمغامرات اليائسة جبران بن معيض آل كعبان من وداعة وآل حيان رفع الشكر والتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين على القرار التاريخي لدعم الشرعية في اليمن، والذي أعاد لليمنيين الحياة بعد أن فقدوا الأمل، والقرار الحكيم منع الحوثيين فرصة الاستيلاء على اليمن، وأبناء ظهران الجنوب يقفون جميعاً في صف واحد خلف قيادتهم للذود عن الوطن وحماية الشريط الحدودي وأبناء المحافظة على أتم الاستعداد لمواجهة وصد وردع أي عدوان من أي نوع عبر الحدود، ويرخصون دماءهم في سبيل الوطن. ويضيف جبران أن الحدود مؤمنة وستكون مقبرة لكل من يتجرأ على أمن الوطن والجميع يعلم أن رجال القوات المسلحة وحرس الحدود والحرس الوطني يصدون كل محاولات ومغامرات الحوثيين وأعوانهم. من جانبه، يقول مشعوف بن حامد آل المحضي من آل المحضي إن أمن الأشقاء في اليمن جزء من أمن الوطن والخليج، وانطلاق عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل كان قرارا حكيما أثار عواصف الولاء والانتماء للوطن الغالي وجميعنا يحمل روحه في كفه للذود عن الوطن وعقيدته السمحة ونكون حرابا على نحر المعتدين ونمسح دمعة الجار الحزين، والمحافظة كلها في أمن وأمان ولم يشعر سكان القرى الحدودية بأي تغيير في نمط الحياة منذ انطلاقة العاصفة المباركة ويكملون مهماتهم وأعمالهم اليومية كالعادة ولم يغادر أحد منزله. علي ظافر آل صالح، محمد طامي، عبدالله حسين ومحمد صال آل خير من سكان قرى الحاجر جنوب محافظة ظهران الجنوب ويسكنون قرب الحدود قالوا إن القذائف العشوائية التي تنطلق من الجنوب لا تزيدهم إلا قوة وإصرارا على الدفاع عن الأرض، كما أن وجود البواسل في المنطقة يبث فيهم روح الحماسة والثبات والمقاومة، ومثل هذه المغامرات لا تشكل لهم أي قلق فالناس هنا مشغولون في مزارعهم وأعمالهم على مدار اليوم.