عاد اسم مركز حصن الحماد الحدودي بظهران الجنوب المحاذي لقرية "نقعة" اليمنية مسقط رأس زعيم الانقلابين الحوثيين عبدالملك الحوثي، إلى الواجهة بعد أن كان متصدرا للأحداث خلال الحرب الأولى للقوات المسلحة السعودية مع عصابة الحوثي الإرهابية عام 2009، التي كبدت تلك العصابة خسائر جسيمة. الانقلابيون الحوثيون عادوا إلى أساليبهم القائمة على الاختباء في جحور تلك الجبال وإرسال نيران أسلحتهم الغادرة باتجاه مركز حصن الحماد، ما تسبب في سقوط ثلاثة شهداء وعشرة مصابين من رجال الأمن منذ انطلاقة عاصفة الحزم. "الوطن" وخلال جولتها في قرى وهجر الشريط الحدودي، لم تلحظ أي تخوف بين رجال قبائل المنطقة الحدودية، بل العكس فمعنوياتهم مرتفعة، ولديهم رغبة قوية بالمشاركة في الحرب ضد الحوثي.. فهم ينتظرون أي توجيهات من الدولة للانخراط في صفوف القوات المسلحة للذود عن الوطن ضد كل من تسول له نفسه المساس بأرض الحرمين الشريفين. ففي قرية كتام الحدودية.. استوقفنا مشهد لمجموعة من الشباب يحملون أسلحتهم وينتشرون في الجبال الحدودية التي تعلو قريتهم الساكنة بالطمأنينة، أحدهم ويدعى فيصل قاسم آل طوق، قال إنهم تواقون لمشاركة رجال القوات المسلحة في حربهم ضد العصابة الحوثية. وأضاف أنه اعتاد ومعه العشرات من شباب القرى الحدودية على تمشيط جحور وأودية وشعاب قراهم تحسبا لأية مفاجآت من المتسللين أو المتعاطفين مع الحوثي. وبعد دقائق، وصلنا إلى قرية المجازة الحدودية، حيث مركز حصن الحماد الحدودي وجهتنا الرئيسة، وكما بدا لنا من أول وهلة فإن أهل القرية يعيشون حياتهم بشكل طبيعي في ظل حماية رجال القوات المسلحة وحرس الحدود. يقول عوض خزيم الوادعي "أحد شباب قبائل الحدود": إن قرية المجازة تبعد 35 كيلومترا جنوب غربي مدينة ظهران الجنوب، وتتاخم مديرية باقم اليمنية التابعة لمحافظة صعدة وتبعد عنها بضعة كيلومترات. الوادعي أكد أن في رقابهم بيعة لولاة الأمر بالسمع والطاعة وأنهم ينتظرون إشارة من ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين ليهبوا جميعا للجهاد ضد أعداء الدين والوطن، مشددا على أن حصن الحماد بظهران الجنوب هو مقبرة لكل عدو يحاول الاقتراب من الحدود السعودية، مؤكدا أن خسائر العدو كبيرة جدا نظير ما يتلقونه من ضربات شديدة من القوات المسلحة السعودية بمختلف قطاعاتها العسكرية. وخلال تجولنا في قرية المجازة الحدودية لاحظنا ارتفاع معنويات رجال حرس الحدود على امتداد الشريط الحدودي، كل يقوم بدوره على أكمل وجه، يجمعهم حب الوطن واستعدادهم للدفاع عن أمنه. الشابان نايف معيض وفهد الوادعي من سكان القرية، أكدوا أن حصن ظهران الجنوب آمن، بوجود رجال الأمن من قوات حرس الحدود والقوات المسلحة، يساندهم ويساعدهم رجال القبائل الممتدون على طول الشريط الحدودي، فيما لم نستطع لقاء أي من قادة قطاع حرس الحدود بظهران الجنوب لانشغالهم في أعمال التخطيط والحماية، ومع اقتراب غروب الشمس آثرنا العودة على وعد بالوجود في حصن ظهران الجنوب بعد تحقيق النصر القريب.