في أول حديث له، فتح إبراهيم الموجي «مصري» أخصائي العلاج بنادي الرياض قلبه ل«عكاظ» بعد أن كان محور قضية هبوط نادي المجزل التي كانت حديث الشارع الرياضي أخيرا، لا سيما أنه هو من وثق تسجيلات صوتية أدانت مسؤولي ولاعبي الأندية المتلاعبين بنتائج الدرجة الأولى، إذ وضع النقاط على كثير من حروف الحادثة بعد أن اعترف من خلال الحوار بأنه كان وراء شراء مباراة الجيل. كما تحدث عن اتفاقات أخرى عقدت من قبل غيره، موضحا في ثنايا الحوار المبالغ التي تم الاتفاق عليها بالتفصيل. واعترف ببيع تلك التسجيلات لرئيس نادي الباطن نظير مبلغ مالي من أحد أصدقائه في مصر. وأكد الموجي في حديثه أن التحقيق بدأ من قبل الهيئة العامة للرياضة وليس من الاتحاد السعودي لكرة القدم، مشددا أيضا بأنه لم يدفع مبلغ الغرامة التي فرضت عليه وأن جميع المبالغ المعلنة كغرامات لن تدفع ولن تدخل خزينة الاتحاد السعودي. وكشف بأنه في آخر مراحل دوري الأولى تتم الكثير من الاتفاقات للتلاعب في النتائج. هذا وأكثر في سطور الحوار التالي: بداية، هلا حدثتنا عن تفاصيل الحادثة منذ البداية؟ القصة بدأت باتصال مفاجئ من رئيس المجزل أحمد بن ناصر قبل مباراتهم أمام الجيل بثلاثة أيام، وقال لي بالحرف الواحد «نريد تخليص المباراة والتأهل بأي طريقة»، «نريد أن نصل إلى أحدهم عن طريقك لشرائها»، وبالفعل أجريت اتصالاتي بمعارفي في نادي الجيل وأنهيت الموضوع، وطلبوا منا 75 ألف ريال، وانتهى الاتفاق. وفي يوم المباراة كنت أحد الحاضرين في المدرجات، وعند نهايتها نزلت لرئيس النادي لأخذ المبلغ لأفاجأ بقوله: «احنا أرسلنا المبالغ للاعبين في الرياض وسلمناهم كل شيء عن طريق ناس غيرك». هذا بلا شك أغضبني كوني ملزما بدفع المبالغ لمن اتفقت معهم وأصبحوا يطالبونني بالمبلغ ويتوقعون بأنني أخذت الأموال ولم أعطهم نصيبهم، لكن في الحقيقة ما حدث هو أن اتفاقا آخر عقد بين إداريي الناديين ولاعبين من الجيل ألغى اتفاقنا الأول، وهذا ما جعل من اتفقت معهم يتوقعون بأنني سرقت فلوسهم، وأنا بالأساس لم آخذ شيئا. هذا الإجراء ومشكلات أخرى كثيرة تعرضت لها بسبب أحد إداريي المجزل الذي ظل يلاحقني في كل مكان ويحاول أن يشوه سمعتي في كل الأندية التي عملت فيها، دعتني لتسجيل المكالمة وفضحه. هل تعلم عن تفاصيل الاتفاقية الأخرى؟ نعم، كانت أكثر من اتفاقنا بخمسة آلاف ريال، وبالفعل أوصلوا المبلغ لكن أنا كنت الضحية وقمت بالتسجيل عليهم، كي أثبت لمن اتفقت معهم أنني لم آخذ شيئا وأن اتفاقية أخرى عقدت بين متعب العتيبي وبندر الدوسري من المجزل وفهد الهيمان ومحمد المعالج والمدرب نور الدين شريف من الجيل. التسجيل ب 10 آلاف دولار وكيف تم تسريب التسجيلات بعد ذلك؟ اتصل بي مسؤولو نادي الباطن لمفاوضتي للعمل معهم، لكن وضح من حديثهم أنهم يريدون غير ذلك، وفعلا هذا ما تم، إذ طلبوا مني التسجيلات بعد ذلك عن طريق رئيس النادي، حين اتصل بأحد أصدقائه في مصر وهو مدرب نادي المجزل السابق المصري أحمد حمدي، وطلب أن يكون وسيطا بيننا، وطلبت منهم 10 آلاف دولار، وتم تسليم التسجيلات له واستلام المبلغ في مصر، وكان ذلك قبل بيان الهيئة العامة للرياضة بنحو 20 يوما، وبالمناسبة هذا المدرب هو من صعد بفريق المجزل من الدرجة الثانية للدرجة الأولى. هل تعترف بأنك أخطأت وأيضا بأنك أصلحت خطأك بخطأ آخر وهو بيع التسجيلات؟ لم أكن أنوي فعل هذا الشيء أبدا، لكن الأخ «أبو سارة» هو من أجبرني على ذلك، إذ ظل يلاحقني في كل مكان ويشوه سمعتي عند أي ناد يفاوضني، ولهذا أردت الانتقام منه، وأنا فتحت قلبي لكم لأقول كل الحقيقة (نعم أنا بعت التسجيلات بمقابل مادي). يعني دافعك كان الانتقام من هذا الشخص فقط وليس النادي أو الفائدة المادية؟ نعم صحيح، جميع منسوبي المجزل تربطني بهم علاقة قوية، ولاعبو المجزل أنفسهم كانوا يتعالجون عندي في البيت بالرياض، وأنا لا أعمل معهم حينها إذ كنت أعمل بنادي الرياض، وبالفعل أنا غلطت وأخذت مقابل التسجيلات وأعترف بذلك. الغريب هو عودتك من مصر للرياض بعد صدور بيان الهيئة، هل كنت تعلم بأن القضية أثيرت وأنك طرف رئيسي فيها؟ نعم كان لدي علم منذ بداية رمضان، وبيان الهيئة صدر في منتصف رمضان وأنا كنت حينها في مصر، وأعلم بالبيان وتلقيت اتصالات أخبرتني بذلك. عدت قبل العيد بيومين وكنت متأكدا بأنني سأكون رهن التحقيق، وهدفي كان تصحيح الخطأ الذي ارتكبته، على عكس التونسيين اللذين أبلغا ولم يعودا للمملكة (محمد المعالج ونور الدين شريف)، إذ صدرت بحقهما أحكام غيابية، وهذا سبب أن تكون عقوبتي سنة ونصف، والبقية مدى الحياة. وهيئة التحقيق أبلغتني بأن حكمي المخفف كان لهذا السبب إضافة إلى تعاوني معهم وتطابق أقوالي، وشكروني على هذا التعاون. مع وقف التنفيذ بعد صدور القرارات، لماذا لم تستأنف؟ بصراحة كانت لدي رغبة في الاستئناف لكن طالبوني بدفع مبلغ 10 آلاف ريال لقبول استئنافي، ولم أكن أملك هذا المبلغ. أنت الآن في مصر، هل دفعت مبلغ الغرامة الصادرة بحقك لكي يتم السماح لك بالسفر؟ لم أدفع شيئا وسمح لي بمغادرة المملكة دون أي تعقيدات، وأود التأكيد على أن 90 % من هذه المبالغ لن تدفع، وإلا كيف غادرت المملكة، وكيف سيحصلون على المبالغ من التونسيين اللذين لم يحضرا من بلدهما؟ طوال فترة التحقيقات حاول الجميع الوصول إليك ولم تكن ترغب في ذلك، لماذا أحببت الحديث الآن؟ طوال فترة التحقيقات لم أكن أرغب في الحديث لأي إعلامي لأن غالبيتهم لم يكن محترما في حديثه أو طلب ظهوري معه، أما الآن وبعدما انتهى كل شيء أنا اخترتكم للحديث عن هذه الأمور ولأسباب أخرى أهمها أنني أود أن أقول لكل الجماهير السعودية أنا آسف على ما تم، وأنا فعلت هذا الشيء مجبرا لا بطلا كما أوضحت. لعب على المكشوف بصراحة، القضية كانت صادمة للجميع كونها كانت الأولى، هل تتوقع أن أحداثا مماثلة حدثت في دوري الأولى لدينا لكنها لم تكشف؟ لماذا صادمة؟ دعني أوضح لك بحكم خبرتي الطويلة، أنا عملت في أندية ومنتخبات عربية في مصر والسودان والأردن والسعودية، لديكم عملت أربع سنوات، دائما في آخر ثلاث جولات في كل هذه الدول يحدث بيع وشراء للمباريات «لعب علني»، لكن لا يعلم بهذا الشيء سوى المسؤولين في الأندية بما فيها أندية الدرجة الأولى، وأنا لا أقصد لديكم فقط بل في الأربع دول التي عملت فيها، وأنا بالمناسبة قلت هذا الشيء للجنة التحقيق وطالبتهم بمراقبة آخر المباريات لأنني شهدت بنفسي أحداثا كثيرة وأبلغتهم بذلك، ولهذا أكرر.. لماذا صادمة؟ بعد انقضاء العقوبة الصادرة بحقك، هل تود العودة للعمل في السعودية؟ أنا الآن متوجه للعمل في بلجيكا ووضحت كل ما لدي، وبالمناسبة أنا أملك نسخا كاملة لجميع أوراق التحقيقات تثبت أقوالي، وقريبا سأعود للسعودية لكنني أفضل العمل في أندية المنطقة الغربية لأكون قريبا من بيت الله الحرام. هل أنت من نشر المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي؟ لا علم لي بها، لكن هذه التسجيلات انتشرت بعد انتهاء لجنة الانضباط من أعمالها وصدور القرارات، وأنا أتوقع بأن من نشرها هم مسؤولو نادي الباطن، أنا لم أنشر شيئا ولا أعلم عنها شيئا. هل تعرضت فعلا للتهديد؟ وردتني رسائل كثيرة من أناس لا أعرفهم كان في بعضها تهديد وفي غالبيتها شتائم سواء على الواتساب أو على صفحتي في الفيس بوك، أما من أشخاص أعرفهم فلم أهدد سوى من إداري نادي المجزل الذي قال لي بالحرف الواحد: «أنا لو لقيتك برا دعستك بالسيارة». وبالنسبة لي لم أكن خائفا من تهديده، أما من شتموني من الآخرين الذين لا أعرفهم فهم لا يعرفون شيئا عن الحادثة وأنا تحدثت اليوم لكي يعرفوا كل شيء. كلمة أخيرة؟ بعد انتهاء القضية أطلب منكم أن تنقلوا أسفي لجميع أهالي تمير ولجماهير نادي المجزل والرياض على كل ما حدث. أنا تحدثت إليكم لأوضح كثيرا من الأمور المبهمة وأرد على من شتموني ولفقوا بحقي تهما عديدة. أنا لم أكن أرغب في ذلك، صحيح أنني أخطأت وكفرت عن خطئي، والمسؤولون عن كل ما حدث هم مسؤولو نادي المجزل وتحديدا إداري الفريق لديهم الذي أجبرني على الانتقام منه. تحقيقات على جزأين ومتى بدأ التحقيق معك؟ نزلت من المطار قبل العيد بيومين وتوجهت مباشرة للهيئة العامة للرياضة عصرا وقلت ما لدي بشكل مبدئي، وطلبوا مني الذهاب والراحة وأن أعود غدا، ومن هنا فتحت التحقيقات مع الجميع. هناك من ينفي أن الهيئة تدخلت في التحقيقات وأن لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي هي من تولت هذا الأمر؟ أبدا غير صحيح، التحقيقات كانت على جزءين الأول في الهيئة العامة للرياضة وكان مبدئيا، والثاني لدى لجنة الانضباط، وأقوالي في جميع مراحل التحقيق متطابقة، عكس المسؤولين في نادي المجزل، إذ أنكروا في البداية وأفادوا بأن التسجيلات مفبركة لكن عندما علموا أن القضية ربما ستحال جنائية اعترفوا بصحتها وتناقضت أقوالهم كثيرا بعد اعترافهم أيضا. قلت إنهم شكروك، من تقصد؟ أعضاء لجنة الانضباط أبلغوني أن رئيس الهيئة العامة للرياضة عبدالله بن مساعد، ورئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد، شكراني لقاء عودتي من مصر والتعاون معهم وثباتي على أقوالي في جميع المراحل.