وزع الجنرال محسن رفيق دوست، مؤسس الحرس الثوري الإيراني القائم على تحويل ميليشيات الحشد الشعبي العراقي إلى حرس ثوري، المهام الجديدة، بقيادة الأمين العام لمنظمة بدر قائد الحشد، هادي العامري، على أن تسلم لنائبه أبو مهدي المهندس مسؤوليات الأمن العراقي الداخلي في بغداد وتتبع له مسؤوليات الأمن في المحافظاتالعراقية. توزيع المهام بهذه الطريقة جدد التأكيد بأن الحرس الثوري العراقي هو نسخة كربونية عن الحرس الثوري الإيراني، إذ سيتولى مسؤوليات الأمن الداخلي، فيما ستكون العمليات الخارجية بيد العامري، بينما يمسك المهندس بالأمن الداخلي في خطوة وصفت بإنهاء أجهزة الأمن والمخابرات العراقية. ما يقوم به دوست في العراق لتحويل ميليشيات «الحشد الشعبي» إلى حرس ثوري يأتي لمأسسة الحكم الميليشياوي في بغداد، وضمان شرعيته واستمراره، وضمان هيمنة إيران على القرار العراقي، بقوة السلاح هذه المرة، لا بولاء الأحزاب الدينية العراقية، فهيمنة هذه الميليشيات على بغداد يعني استمرار الحكم الطائفي، وتحوُّله إلى حكم طائفي ميليشياوي، ما ينهي أي أمل في إصلاح العملية السياسية، وإدماج العرب السنة في النظام السياسي في بغداد. ان استنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني في العراق، ويشير بوضوح، إلى كل التدخلات الإيرانية في المنطقة، (العراق، وسورية، ولبنان، واليمن)، وحتى زرع خلايا عسكرية أو تجسسية في الكويت، والبحرين، وغيرها. ولا يخفي الإيرانيون هنا، أن للحرس الثوري أدوارا إقليمية أوسع يجب أن يقوم بها أيضاً «الحرس الثوري العراقي» المفترض. فإيران، والتي نشطت في تجنيد الميليشيات العراقية، والأفغانية، واللبنانية، والإيرانية لصالح نظام الأسد في سورية، تريد أن تمنح شرعية أوسع لميليشياتها، وتريد أن تبدأ من العراق. ويأتي هذا في سياق تأكيدات قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، سابقا، أن الحرس الثوري قام بتدريب 200 ألف مسلح من دول المنطقة الموالين ل «الثورة الإسلامية»، بهدف «محاربة الإرهابيين على حد زعمه». وبذلك، يظهر «الحرس الثوري العراقي» كحلم مزعوم ل «الثورة الإسلامية في إيران»، إذ ترغب طهران في تنظيم ذراع عسكرية جديدة لها قريبة من دول الجوار الخليجي، بصورة مباشرة. ولم يتردد قادة ميليشيات «الحشد الشعبي»، يوماً، في تهديد دول الخليج. فقد سبق لأحد قادة ميليشيا «أبو الفضل العباس»، أوس الخفاجي، وواثق البطاط من حزب الله العراقي، وزعيم ميليشيا «بدر»، هادي العامري، وأحد أبرز قادة «الحشد»، أبو مهدي المهندس، أن قاموا بتهديد دول الخليج .