شرع قادة من الحرس الثوري الإيراني بتأسيس نواة الحرس الثوري العراقي بعد سلسلة اجتماعات مع قادة ميليشيات الحشد الشعبي، التي تم الاتفاق معها على سرعة إنهاء الخلافات بين تنظيمات الحشد، فهناك فصائل من الحشد الشعبي تم تشكيلها على أساس تقليد رؤية المرشد الإيراني خامنئي، فيما تنتمي أخرى لمرجعية النجف، في شخص السيستاني، وثالثة تدين بالولاء المطلق لمقتدى الصدر. ووضع قائد الحرس الثوري الإيراني السابق محسن دوست في أول اجتماع لقادة ميليشيات الحشد الهيكل التنظيمي للحرس الثوري العراقي، والذي تضمن إلغاء الرئاسات المنفردة لكل فصيل في الحشد وإنشاء رئاسة واحدة بقيادة قائد منظمة بدر قائد الحشد الشعبي هادي العامري، على أن يكون نائبه الأول أبو مهدي المهندس ونائبه الثاني قيس الخزعلي، على أن يتم توزيع رتب عسكرية على قادة كل ميليشيا تحفظ له مكانته العسكرية. وتعهد دوست في الاجتماع الأول وفقا للمعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» معالجة قضية سرايا السلام، التي ترفض أن تتبع الرئاسة وتصر على تبعيتها ومرجعيتها المتمثلة بمقتدى الصدر، فيما أبلغهم أيضا بانتهاء أزمة الرواتب التي كانت تتأخر عن موعدها، معلنا أن إيران قدمت دعما ماليا كبيرا للحكومة العراقية خصص لتأسيس الحرس الثوري العراقي ما يعني انتظام صرف الرواتب ونفقات أعضاء الحشد. المعلومات المتوفرة تؤكد أيضا أن دوست أبلغ قادة ميليشيات الحشد أن قرار تحويل الحشد الشعبي إلى حرس ثوري إيراني، اتخذته إيران بعد حالة التمزق التي باتت تهدد البيت الشيعي في العراق بعد الخلافات التي عصفت بالتحالف الوطني للقوى السياسية الشيعية، الأمر الذي بات يتطلب التدخل الفوري لإنقاذ الوضع وبقاء نظام الحكم في العراق شيعيا قويا، الأمر الذي تطلب إنشاء الحرس ليعمل وفقا للنموذج الإيراني. دوست كشف تفاصيل هيكلية الحرس الثوري العراقي٬ وقال إن الحرس يتكون من قيادة وهيئة أركان وألوية مقاتلة. كما يخضع منتسبوه للقوانين العسكرية النافذة من جميع النواحي. وطبقا للأمر٬ فإنه يتم تكييف منتسبي ومسؤولي وآمري هذا التشكيل وفق السياقات العسكرية من تراتبية ورواتب ومخصصات وعموم الحقوق والواجبات، وفك ارتباط منتسبي الميليشيات الذين ينضمون لهذا التشكيل بالأطر السياسية والحزبية والاجتماعية كافة, ولا يسمح بالعمل السياسي في صفوفه. ووعد دوست أنه لن يتم الاستغناء عن أي من عناصر الحشد الشعبي، معتبرا أن تركيبة الحرس الثوري العراقي يجب أن لا تزيد عن فرقتين عسكريتين, أي بحدود 25 ألف عنصر، وميليشيات الحشد الشعبي تزيد على 170 ألفا.