تقطع النساء في ينبع 700 كيلومتر ذهابا وإيابا إلى جدة أو 460 كيلومترا لبلوغ المدينةالمنورة، من أجل إنجاز معاملات الأحوال المدنية، ما يضاعف معاناتهن، بعد أن أصبحت الهوية الوطنية ضرورة للسيدات، لا يستطعن التوظيف أو القبول في الجامعات أو دخول اختبارات القياس أو افتتاح حساب بنكي أو إكمال أي معاملة إلا بها. وطالب عدد من النساء في ينبع إنهاء هذه المعاناة، ورحلات السفر إلى جدة أو المدينةالمنورة المحفوفة بالمخاطر، فضلا عن التكاليف المادية الباهظة، التي تكلفها تلك الرحلات، بافتتاح فرع نسائي للأحوال المدنية في ينبع، مشيرات إلى أن محافظتهن كبيرة وبها كثافة سكانية، إضافة إلى أن المشروع لا يكلف الكثير. وبينت أم أحمد أنه عند مراجعتهن لعدد من الإدارات يشترطون دائما توفير هوية وطنية للنساء كشرط أساسي مهم في إكمال الأوراق، سواء في وزارة التجارة والاستثمار أو البنوك أو الإدارات الأخرى، لافتة إلى أنهن حين يتوجهن لإدارة الأحوال المدنية بينبع يردون عليهن بعدم وجود قسم للنساء، وعليهن التوجه إلى المدينةالمنورة أو جدة. ووصفت عملية استخراج المرأة في ينبع للهوية الوطنية بالمهمة الشاقة جدا والمكلفة، مشيرة إلى أنهن يسافرن إلى جدة أو المدينةالمنورة ويحجزن في فندق، ويمكثن أياما عدة، فالمعاملة لا تنجز في اليوم ذاته. وطالبت أم أحمد من وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية التدخل سريعا وإنهاء معاناتهن، بافتتاح قسم نسائي للأحوال المدنية في ينبع. وبين عبدالله الجهني أن مكاتب الأحوال النسائية تنتشر في الأسواق والمولات في المدن الكبرى، بينما لا يوجد لها فرع في ينبع، ملمحا إلى أن المعاناة لا تتوقف عند السفر إلى مدينة أخرى فيها فرع نسائي للأحوال، بل تمتد في التعقيدات والاشتراطات التي تستحدث من قبل الموظفات، ومنها توفير شهادة ميلاد لسيدات كبيرات في السن أو تعديل في الاسم وغيرها من الأمور المشابهة، دون أن يراعوا المشقة التي يتكبدها أهالي ينبع من أجل الوصول إليهم. في المقابل، أوضح مصدر مسؤول في الأحوال المدنية بمنطقة المدينةالمنورة ل«عكاظ» أن العمل جار منذ فترة طويلة لتوفير مقر نسائي للأحوال المدنية في ينبع، بعد أن جرى استئجار مبنى قريب من مقر إمارة محافظة ينبع وسط البلد، مشيرا إلى أن المقاول يعمل على تجهيزه، وسينتهي منه في غضون ستة أشهر ويكون جاهزا. وقال: «إن افتتاح قسم الأحوال النسائي سيتزامن مع توفير عدد من الموظفات للعمل على إنهاء جميع الإجراءات الخاصة بالأحوال المدنية للنساء ومنها استخراج الهوية الوطنية وجميع المعاملات»، لافتا إلى أن المقر النسوي سيكون منفصلا عن مبنى الأحوال الرئيسي بينبع.