رغم إعلان النظام السوري وروسيا الخميس، فتح أربعة (معابر إنسانية) لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية في حلب، خلت الشوارع أمس من المارة، إذ لزم السكان منازلهم خوفا من القصف، خصوصا مع تحذير المعارضة السورية من خطورة سلوك هذه المعابر التي وصفتها ب«ممرات الموت». وفتحت قوات النظام السوري المعابر الخميس، بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب. وتشكك المعارضة السورية وعواصم أوروبية ومنظمات حقوقية ومحللون في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أحمد رمضان «ليس هناك أي ممرات توصف بممرات إنسانية، بل ممرات الموت» بحسب ما يطلق عليها سكان حلب، وأضاف «نعتبر الإعلان الروسي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية» و«مخططا يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني لتهجير الأهالي من مدينتهم». وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رياض حجاب، وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ندد فيها ب«بتغيير ديموغرافي وتهجير قسري» في حلب. وأعلنت الولاياتالمتحدة قلقها من أن تنطوي الخطة الروسية في حلب على حيلة. حيث عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، عن قلقه، وقال إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب «حيلة»، فإن ذلك سيعرض التعاون مع وروسيا للخطر. أوروبيا، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أن الممرات الإنسانية لا تقدم حلا مجديا. وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن النظام السوري «يلعب لعبة ساخرة» وكان دي ميستورا قد طالب روسيا بأن تترك إدارة الممرات الآمنة للأمم المتحدة، وقال إن الممرات الإنسانية يجب أن تكون دائمة، وأن يُمنح المدنيون خيار البقاء في حلب ولا يجبروا على الخروج منها. من جهة ثانية، قالت منظمة (أنقذوا الأطفال) إن مستشفى ولادة تدعمه في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة إدلب تعرض لأضرار بالغة أمس، بعد أن أصيب بقصف مباشر من طائرات النظام السوري والطائرات الروسية، مشيرة إلى وقوع ضحايا.