تمثل دخول خدمة نقل الركاب عبر تطبيقات الهواتف الذكية، أوبر وكريم، إنقاذا للمجتمع السعودي عموما والنساء على وجه الخصوص اللاتي لم تسمح ظروفهن باقتناء سيارة وسائق. سيارات الأجرة الرديئة التي تتقافز في الشوارع كالجرذان المتسخة أصبحت مشكلة مرورية كبرى وأمنية أيضا، سائقوها يعبثون بنظام السير السائب أساسا بغياب المرور ويتسببون في أسوأ المناظر التي يمكن مشاهدتها في أي مكان في العالم. وزارة النقل سمحت مؤخرا للسعوديين بالعمل في هذا النشاط لسد الفجوة بين العرض والطلب المغطى في معظمه بالعمالة الأجنبية، ولا ندري لماذا منذ البداية يتاح للأجانب العمل قبل السعوديين، وعلى أي حال فقد أعطت وزارة النقل بالتعاون مع وزارة العمل الأولوية للباحثين عن العمل خصوصا المسجلين في نظامي «جدارة» و«ساعد» إضافة الى طلاب الجامعات، وموظفي القطاع الخاص، وموظفي بند الأجور، والمستخدمين في القطاع الحكومي، ونأمل ألا تكون هذه الخطوة «تصريفة» للباحثين عن العمل كغيرها من التصريفات السابقة. وفي كل الأحوال نقول لإخواننا الذين سوف يعملون في هذه الخدمة إن هذا العمل غير خاضع ل«السبهللة» والمزاج لأن العميل هو الذي يقرر جودته ويضع تقييمه الذي يحدد استمرار السائق أو الاستغناء عنه، كما أن بعض التصرفات السلوكية السيئة مع الزبائن غير المقبولة أخلاقيا لن تمر دون مردود سلبي على السائق كما هو الحال في سيارات الأجرة السائبة، فهذه الخدمة تديرها شركات عالمية ناشئة تحرص على سمعتها وجودة خدمتها. دعونا يا إخواننا وأبناءنا الشباب نعطي انطباعا مغايرا للصورة السيئة التي ترسخت عن خدمات سيارات الأجرة بسبب شذاذ الآفاق الذين يعيثون في شوارعنا.