بدأت رحلة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا، من الساحل الشرقي إلى الغربي، بداية بزيارة العاصمة الأمريكيةواشنطن دي سي ومن ثم سان فرانسيسكو سيليكون فالي، واختتمت بمدينة نيويورك وهيئة الأممالمتحدة. وقد كنت ضمن الوفد المرافق في هذه الزيارة التاريخية، وتوزع الوفد بعد محطة واشنطن إلى عدة ولايات أمريكية من الساحل الشرقي إلى أقصى الغرب، لتشمل بوسطن، شيكاغو، دنفر، سياتل ولوس أنجليس، بهدف التواصل مع أكبر عدد من المعاهد والمراكز والجامعات ووسائل الإعلام والشخصيات الفكرية المؤثرة. كنت ضمن مجموعة لوس أنجليس وتشرفت بأن أكون مع الدكتور عثمان الصيني وسليمان العصيمي ومجري القحطاني ومحمد السلمي (مع حفظ الألقاب). تضمنت الرحلة زيارات مهمة إلى مراكز أبحاث كبيرة مثل Rand ومراكز الدراسات في جامعة لوس أنجليس، مثل مركز الشرق الأدنى ومركز الشرق الأوسط، الذي شاركت في تأسيسه السيدة السعودية، ابنة المدينةالمنورة، ماني جاد. وقد تم الاتفاق على أن تكون هناك مبادرات تبادل ثقافي بين مركز الشرق الأدنى، وجهات مختلفة في المملكة، بالإضافة إلى تنسيق مشاركات أكبر من السعوديين والسعوديات في المؤتمرات التي ينظمها مركز الشرق الأوسط كندوات أو ورش عمل في الجامعة أو خارجها في عواصم أخرى. كما قمنا بزيارة رائعة إلى الصحيفة المؤثرة «لوس أنجليس تايمز»، ومقابلة الصحفية المعروفة كيم ميرفي، مديرة تحرير الشؤون الخارجية، التي أبدت محبتها للمملكة التي تشكلت بناء على زياراتها السابقة لها، وقد أثمر اللقاء عن تعريفها برؤية المملكة 2030 وبجهود الملك سلمان بن عبدالعزيز مما أدى إلى ترحيبها باقتراح طرحه الوفد عن التعاون لتصحيح المعلومات المغلوطة عن المملكة والعمل على تعيين مراسل صحفي للجريدة في المملكة. كان من الضروري عقد هذه اللقاءات المباشرة لتصحيح صورة المملكة العربية السعودية في الإعلام الأمريكي، مناقشة التطورات والأوضاع السياسية والاقتصادية، ووضع المرأة السعودية والشباب في إطار الديموغرافيا السعودية التي يمثل الشباب فيها 60% من نسبة السكان. أما بخصوص رؤية 2030 وتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط وتشجيع المنشآت الصغيرة والمتوسطة والعمل على زيادة عددها من 20% إلى 35% وبحكم عضويتي في لجنة شابات الأعمال ولجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية بجدة ومجلس شابات أعمال المملكة، دفعتني للقيام بزيارة عمل للسيليكون بيتش وبالتحديد «فينيس بيتش»، الذي تدعم سواحله المنشآت الصغيرة فلا يسمح للشركات الكبيرة بفتح محلاتها في مناطق معينة، تشجيعا للسوق المحلي الصغير والمتوسط. كانت رحلتي على الدراجة في «سليكون بيتش» ابتداء ب «فينيس بيتش» إلى «سنتا مونيكا»، التي شهدت هيمنة ثقافة الرياضة على المجتمع الأمريكي، حيث توجد جميع أنواع الملاعب والمسارات المفتوحة للمشاة والعدائين من رجال ونساء وأطفال، والتي نستطيع أن نعمل مثل ذلك أو نموذجا مصغرا على سواحلنا. هذه المنطقة تحاول أن تنافس السيليكون فالي بسان فرانسيسكو التي فتحت مكاتب لشركات ذات علاقة بالتكنولوجيا، مثل غوغل وسناب شات وتويتر وتستثمر بملايين الدولارات في شراء الأراضي وفتح المكاتب وتدريب وتوظيف الشباب. وبما أن الساحل الغربي في أمريكا معروف بالأفلام والموسيقى والفنون ممثلا بهوليود، فقررت أن أبدأ حوارا مع منتج معروف لإنتاج أغنية، كلغة مشتركة ولنشر رسائل التعايش والسلام كجزء من رسائل المجتمع المدني بين البلدين. لقد أكدت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى السيليكون فالي بشكل خاص وزيارة الولاياتالمتحدة بشكل عام، تحول المملكة العربية السعودية إلى مجتمع يواكب عصر الرقمنة، وقد تم عقد اجتماعات واتفاقيات لتأكيد وتفعيل الدور السعودي الفاعل في المجتمع الدولي. * الرئيس التنفيذي لجدة يونايتد