أكد معهد واشنطن أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يتمتع ب«شعبية كبيرة في صفوف الشباب السعودي»، مشيراً إلى أن المجتمع السعودي «يعبر عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة مدهشة». وقال مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد والمتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية سايمون هندرسون، إن «العالم تعرف على الأمير محمد بن سلمان بشكل جدي هذا العام، فخلال زيارته الحالية إلى الولاياتالمتحدة لا يجتمع بالرئيس الأميركي باراك أوباما، وزعماء الكونغرس فحسب، بل يعقد أيضاً لقاءات على أساس ثنائي مع أشخاص مثل الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والقيادة المركزية الأميركية ديفيد بتريوس، والمدير التنفيذي في مجموعة كارلايل الاستثمارية ديفيد روبنشتاين». وأشاد المحلل الأميركي بتعاطي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مع الإعلام الدولي، قائلاً: «كان يعقد اجتماعات منسقة بعناية مع وسائل الإعلام الدولية، ففي مقابلة ظهرت على قصة غلاف لمجلة ال(إيلكونوميست) في كانون الثاني (يناير) صرّح بأنه يريد غرس أسس في المملكة العربية السعودية تسير على خطى رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر، ثم أعلن أنه من المعجبين برئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل، الذي نسب إليه القول: الفرص تأتي خلال الأزمات، وبالمثل في ملف صدر في نيسان (أبريل) الماضي في مجلة (بلومبرغ بيزنس ويك)، أشار إلى أن كتاب (فن الحرب) لمؤلفه سون تزو علّمه كيفية تحويل المحن والأزمات إلى مصلحة بلاده». وأضح هندرسون أن الأمير محمد بن سلمان حرص خلال زيارته الحالية إلى أميركا أن «يصطحب فريقاً كبيراً من الأشخاص شمل وزراء ومستشارين، ومن بين الأعضاء البارزين في الوفد كل من: وزير الخارجية عادل الجبير، ووزير المالية إبراهيم العساف، ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ووزير الطاقة خالد الفالح، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان». وتطرق تقرير معهد واشنطن إلى رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن الرؤية تشمل عناصر رئيسة هي «بناء قطاع صناعي والاستفادة من الطاقة الرخيصة في المملكة، وتحسين إدارة المياه والكهرباء التي تحظى بقدر كبير من الدعم في الوقت الحاضر، ودعم القطاع الخاص سواء كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي أم كمكان للمواطنين للحصول على عمل، وتنمية صندوق الاستثمارات العامة الصغير نسبياً والقيام باستثمارات استراتيجية، وتطوير مشاريع ثقافية وترفيهية». ولفت إلى أن «برنامج التحول الوطني لعام 2020 بدأ بإجراء بعض التغييرات بالفعل، إذ تم إعلانها في وقت سابق من هذا الشهر». وأشار إلى أن الأهداف الطموحة لهذا البرنامج تشمل: «زيادة الإيرادات غير النفطية إلى ثلاثة أضعاف، وإثناء المملكة عن الاعتماد على النفط، وتعزيز المعايير والمهارات التعليمية للشباب، وطرح حوالى 5 في المئة من أسهم شركة أرامكو السعودية للاكتتاب، وإحداث موازنة بحلول عام 2020، إضافة إلى غيرها من الأهداف». وعن زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الحالية إلى أميركا، قال التقرير: «بعد عدد من الاجتماعات في واشنطن، شملت إجراء محادثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في المكتب البيضاوي في واشنطن، توجه الأمير محمد بن سلمان إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة نحو منطقة سيليكون فالي أو وادي السيليكون، التي تضم أكبر وأعرق الشركات العاملة في مجال التقنية، ومقر شركة أوبر لخدمات نقل الأفراد في سان فرانسيسكو، التي تشهد نمواً سريعاً شمل قيام المملكة العربية السعودية أخيراً باستثمار 3.5 بليون دولار فيها، كما يزور ولي ولي العهد مصارف الاستثمار في نيويورك لمناقشة عدد من المشاريع، وصولاً إلى هدفه الأوسع نطاقاً الذي يقوم على إنشاء صندوق للثروة السيادية بقيمة تريليوني دولار وتغيير شكل الاقتصاد في المملكة». وشدد التقرير على أن «المملكة هي أكبر دولة في العالم مصدّرة للنفط، بامتلاكها احتياطي يبلغ 266 بليون برميل، أي ما يعادل 15.7 في المئة من إجمالي المخزون النفطي في العالم، كما تُعتبر المملكة على نطاق واسع اقتصاداً قائماً قوياً على رغم مروره بضغوط خصوصاً منذ انهيار أسعار النفط في أواخر عام 2014»، مضيفاً أنه «على رغم أن السعر الحالي لبرميل النفط يمثل ارتفاعاً كبيراً عن أدنى مستوى لهذا العام (أقل من 30 دولار في كانون الثاني (يناير) الماضي)، إلا أنه من المرجح أن تكون الأسعار مقيّدة في الوقت الراهن بسبب المخزون الكبير من النفط الذي تم ضخه، ولكنه لا يزال في حال التخزين». وكان الباحث الأميركي سايمون هندرسون، وصف زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى أميركا ب«التاريخية»، مؤكداً في تقرير سابق له أن «الزيارة تمثل عنصراً حاسماً في العلاقات السعودية - الأميركية».