ما إن أعلن أحمد مسعود ترشحه لرئاسة الاتحاد وبدعم غير مسبوق من الشرفيين وعلى رأسهم الرمز الأمير طلال بن منصور وبتأييد مباشر من منصور البلوي وأسعد عبدالكريم، إلا وتفجرت المناوشات ما بين الإعلام المنشق والمستنفع من أوضاع الاتحاد المتقلبة، بين ما يسمون أنفسهم بالمسعوديين والمنصوريين. فالفئة الأولى ترى في رئاسة المسعود فرصة لتحقيق انتصار ذاتي لا علاقة له بالاتحاد وظروفه وإنما تصفية حسابات قديمة، موجهين السهام للبلوي وأنصاره، ناسين أو متناسين بأن البلوي هو من أوائل الذين تم شكرهم من قبل المسعود لدعمه وتزكيته له. بينما ذهبت الفئة الثانية وأقصد بها «المنصوريين» إلى خط آخر، ظانين ظن السوء بأن عودة المسعود جاءت على حساب مطنوخهم، ويرون فيها خسارة لقضيتهم التي نافحوا عنها طويلا مما دفعهم بالعودة للماضي ونبشه والبحث فيه عن إسقاطات الذهبي لعلها تعيقه عن الوصول إلى كرسي الرئاسة. وما بين تلك الفئتين، هناك حالة من الترقب.. الخوف.. الأمنيات.. قبيل إعلان الهيئة العامة للرياضة عن وصول الشيك المصدق الذي سيمنح المسعود الضوء الأخضر للتربع على عرش كرسي الرئاسة من جديد، وتزداد كل تلك المشاعر كلما اقتربت نهاية المهلة. كان ينبغى على التيارات المتصارعة على هامش مصلحة الاتحاد أن تقتدي بالالتفاف الشرفي وأن تؤكد بأن المرحلة القادمة مرحلة اتحاد، وأن تضع الثقة والآمال في أبي عمر الذي بات الخيار الأول للرئاسة في هذا التوقيت تحديدا.. بعدما جربت في السنوات الماضية رؤساء مروا مرور الكرام على التاريخ الاتحادي، هذا لو كان المتصارعون بالفعل قلوبهم على ناديهم ويخشون عليه من الانهيار وليس لديهم مآرب أخرى. أما أحمد مسعود (الرئيس) فإنه يعد رهانا رابحا للاتحاديين العقلاء، لما عرف عنه من قدرة إدارية متميزة قادرة على تسيير النادي في هذه الظروف الصعبة. فقوة شخصيته وصرامة إدارته وعمله المخلص والصادق وعدم حمل أجندته أي أهداف أو مطامع يقتنصها من وراء كرسي الرئاسة -من إيجابياته- ولا سيما أنه رئيس مجرب وسبق وأن ترأس النادي لفترتين حقق خلالها 9 بطولات، لم يكن بمقدور أحد حجبها أو طمسها من تاريخ النادي حتى وإن تجاهلوها، وهو الرقم الصعب من بين رؤساء النادي.. كيف لا وهو الابن البار لهذا الكيان منذ أن كان لاعبا ثم رئيسا، ولكن هذا لا يكفي فالنجاح مرهون بتوحيد الصف، عدا ذلك فلن يصلح المسعود ما أفسده الإعلام.