كشف تحليل ورصد أعدته حملة السكينة لمكافحة الإرهاب، على حسابات متطرفة على الإنترنت غداة الهجوم الذي استهدف ناديا ليليا في مدينة أورلاندو بولاية فلوريداالأمريكية يوم 12 يونيو الجاري، أن معظم تلك الحسابات تدعو إلى تنفيذ المزيد من العمليات في أوروبا وأمريكا، بعد أن كانت العمليات السابقة تركز على جذب المزيد من المتعاطفين للتنظيم المتطرف. وقالت حملة السكينة في الرصد الذي خصت به «عكاظ» وتم إعداده في الفترة من 12 – 16 مايو 2016، إن ثمة انخفاضا واضحا في تداول المحتوى العلمي الشرعي، وارتفاعا في الخطاب الانتقامي. كما كشف الرصد معاناة الحسابات والمنصات المهتمة بتنظيم «داعش» من شح في المحتوى المؤثر لكنها تعمل على الإنتاج المركز. وقالت إن الحسابات التي تم تحليلها هي بمجملها تؤيد تنظيم «داعش» الإرهابي، في حين وصلت نسبة الحسابات المتعاطفة والمؤيدة للتيار المتطرف بشكل عام إلى قرابة 70%، وسجلت المشاركات انخفاضا واضحا مقارنة بتقارير مشابهة بنسبة تتراوح بين 40 إلى 45%، كما سجلت انخفاضا و«ضعفا» لدى المنصات الأصلية ل«داعش» بنسبة تترواح بين 70 إلى 75%. وأكدت السكينة أن الهدف من الرصد، هو قياس التوجهات الفكرية للمتطرفين، وقياس قوة المنصات الإرهابية مقارنة بالفترات السابقة المشابهة خصوصا بعد العمليات الإرهابية في أوروبا، مثل أحداث بروكسل وفرنسا، والتحقق من أدوات المواجهة المناسبة، مضيفة أنه تم رصد ما يقارب من 200 حساب متطرف في تويتر والفيسبوك، مع التأكيد على أن الحسابات المتطرفة أكثر من ذلك بكثير، ولكن تلك الحسابات تعتبر هي الأهم والأكثر تأثيرا. وكشف الرصد أن عدد المشاركات لهذه الحسابات في موضوع عملية أورلاندو وصل إلى 8700 مشاركة (40% منها باللغة الإنجليزية)، ودخلت حملة السكينة في نقاشات مع 25 حسابا فقط، كانت استجابتها إيجابية، مقارنة مع 33 حسابا اكتفت بمتابعة النقاشات وكانت توجهاتها ما بين مؤيد ومتعاطف، فيما لم تسجل الحسابات المعنية بالرصد أي استجابة إيجابية لكن ثمة مؤشرات في قبولها لاستمرار النقاشات. وكشفت أن «تويتر» و«فيسبوك» يعملان باستمرار في إغلاق حسابات الإرهابيين وفي المقابل تم إغلاق وإلغاء حسابين لحملة السكينة كانت مخصصة للنقاشات والنشر، وتؤكد السكينة أنه أمر يتكرر في أكثر حملات التوعية نتيجة لحملة «سبام» من الطرف الآخر. وقالت السكينة إن المرحلة الحالية تتطلب مواجهة «نوعية» ومركزة لدعاية «داعش» والتنظيمات الإرهابية الأخرى للحد من تأثيرها، كما تتطلب مزيدا من التوعية المعرفية والعلمية والشرعية والمدنية لقطع الطريق عليهم حتى لا يصلوا إلى عدد أكبر من المستهدفين في أوروبا وأمريكا، كما أن بث الرسائل الإيجابية لابد أن ينحى بشكل قوي إلى التفاعل «البشري» المباشر أكثر من البث الإلكتروني المبرمج.