توقع المحلل الإستراتيجي الدكتور علي التواتي أن تحظى الملفات السياسية بالأولوية في محادثات ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع الإدارة الأمريكية، لافتا إلى سعي المملكة الجاد لإعادة الشرعية والاستقرار إلى اليمن وإيجاد حلول سلمية للأزمة السورية. وقال في تصريح ل «عكاظ»، «الأوضاع المشتعلة في سورية والعراق وصلت إلى حد تفجير المنطقة العربية، وهو ما يحتاج إلى موقف حازم من الدول الكبرى، خصوصا وأن المملكة يهمها إطفاء النيران من حولها، وتبذل جهودا متواصلة لتحقيق ذلك. إلا أن هناك جهة خارجية (إيران) تسعى لمزيد من الفوضى في المنطقة، وقد بعثت أخيرا رسائل دموية عدة إلى الفرقاء السياسيين في لبنان المناوئين للمعسكر الإيراني. وأضاف: «أما الملفات الاقتصادية فستظل في نطاق التعاون المشترك بين البلدين، فالمملكة لا تعتمد على الاقتصاد الأمريكي ولا تتلقى معونات أمريكية، بل تستثمر في السندات والقطاعات الاقتصادية المتنوعة هناك. وهي مقبلة على تطوير صناعاتها الحربية، وسبق أن تعاونت مع عدة شركات أمريكية لنقل التكنولوجيا إلى المملكة، وهو ما أثمر في تطوير العديد من الأنظمة الإلكترونية التي تحتاجها الطائرات الأمريكية، وتصدير هذه الأنظمة للعديد من الدول المستخدمة لهذه الطائرات. فهذا النوع من التعاون التقني بين البلدين مهم جدا إذا ما أردنا تطوير صناعتنا العسكرية وفق أحدث التقنيات المستخدمة». وتابع التواتي: «مكافحة الإرهاب من الملفات المهمة المطروحة على جدول مباحثات ولي ولي العهد، باعتباره يتطلب التعاون مع أمريكا وغيرها من الدول لإشاعة الأمن والاستقرار في العالم وفي المنطقة العربية. فاجتثاث المنظمات الإرهابية عمل كبير لا تستطيع أن تقوم به دولة أو حتى إقليم وإنما يحتاج إلى تعاون دولي لاجتثاث المنظمات الإرهابية. ولذا فإن زيارة الأمير محمد بن سلمان لأمريكا هي زيارة مهمة على كافة المستويات، لاسيما وأنها تأتي على أعتاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي لا نتوقع تغيرا كبيرا في نتائجها، خصوصا وأن مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون تتقدم على المرشح الجمهوري دونالد ترامب في استطلاعات الرأي. فضلا عن أن السياسات الأمريكية لا تتغير كثيرا مع تغير الإدارات الرئاسية.