حل شهر رمضان الكريم ليؤدي المسلمون الفريضة الرابعة من فرائض الإسلام. ورمضان هو شهر القرآن وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فعشرة منه مغفرة والعشرة الثانية رحمة، أما الثالثة فهي العتق من النار . والذي لا شك فيه أن شهر رمضان شهر تقرب من الله والذي جاء في حديث قدسي عن الحق جل جلاله: {الصوم لي وأنا أجزي به}. لكن - المؤسف - أن البعض من المساجد يؤذون المريض والطفل والشيخ الكبير بفتح المايكروفونات للإمام لتلاوة القرآن بصوت جهوري، ويزيدون على ذلك تعدد مخارج الصوت في المسجد الواحد. وفي رواية لعدد من المصلين بأحد المساجد الذي وضع به خمسة مكبرات للصوت لإيقاظ الثري الذي يسكن بجواره ليصلي الفجر أحياناً، ثم يغيب أياماً فيسأله الإمام عن سر الغياب؟ فيسارع بالإجابة: أنه لم يسمع المؤذن. وفي الحال يقوم الإمام بزيادة عدد المكبرات إلى أن بلغت «خمسة». وقد نشرت صحيفة «سبق» بتاريخ 25/8/1437ه فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين قال فيها: «نحن نرى ألا ترفع الصلاة من المآذن عبر المايكروفون؛ لما في ذلك من الأذية للمساجد المجاورة والبيوت الذين يزعجهم الصوت؛ لأن أهل البيوت قد يكون بينهم مرضى أو صبيان ينزعجون، أما الإقامة فلا بأس». ومن بعد ذلك تساءل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: «ما الفائدة من هذا؟ هل هو يصلي للناس في خارج المسجد أم يصلي لنفسه؟». واستشهد «ابن عثيمين» بالنبي- صلى الله عليه وسلم- عندما خرج على أصحابه ذات ليلة، ورآهم يصلون ويجهرون، فقال: «لا يؤذينّ بعضكم بعضاً في القراءة». وفي «حاشية الملخص الفقهي» قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: «بعضهم يخرج صوته بالقراءة خارج المسجد بواسطة مكبر الصوت؛ فيشوش على من حوله من المساجد وهذا لا يجوز، قال شيخ الإسلام «ابن تيمية»: «من كان يقرأ القرآن والناس يصلون تطوعاً، فليس له أن يجهر جهراً يشغلهم به؛ فإن النبي خرج على أصحابه وهم يصلون في المسجد فقال: «يا أيها الناس، كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة». وفي تقديري أن ما تحدث به الشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان هو الفاصل في الأمر. وعلى الجهات المسؤولة ألا ترضى بتعدد مكبرات الصوت وقفل المايكروفون حال انتهاء الأذان رحمة بالمرضى والأطفال والمسنين. السطر الأخير : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا تصحوا»