قلل تحالف القوى السنية العراقية من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي بملاحقة مقاتلين موالين للحكومة متهمين بارتكاب «انتهاكات»، منها القتل بحق مدنيين خلال مشاركتهم في الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار، غربي البلاد، من قبضة «داعش». وقالت مصادر التحالف ل «عكاظ» إن إعلان العبادي لن يجد طريقه للتنفيذ على الأرض لأن السلطة في الميدان بمنطقة الفلوجة بيد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وأن الانتهاكات التي حدثت من عمليات قتل ونهب وخطف تمت بامر من الجنرال الإيراني. وظهر العبادي فجأة على التلفزيون العراقي الرسمي، ليعترف أن «هناك أخطاء، ولدينا مقاتلون شاركوا في معارك الفلوجة ليسوا على نمط واحد». وأضاف «إننا لا نقبل بأي تجاوز، وأكدنا على الجهات الأمنية أن تراعي حقوق الإنسان، وتحترم كرامتهم (أي: كرامة المدنيين في الفلوجة)». وتابع «التجاوزات (ضد المدنيين في الفلوجة) ليست منهجية، لكننا لن نسكت عنها، ولن نتستر على أحد». وأوضح، في هذا الصدد، أنه أمر بملاحقة المتهمين بالقتل وارتكاب انتهاكات أخرى بحق المدنيين في الفلوجة، وتقديمهم للعدالة. من جانبه، أعلن مجلس محافظة الأنبار، عن تشكيل لجان للتحقيق بانتهاكات ارتكبت خلال معارك تحرير قضاء الكرمة ومحيط مدينة الفلوجة، فيما أكد أن عناصر من الحشد الشعبي «متهمون بارتكابها». وقال راجع بركات العيساوي، عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار ل «عكاظ» إن مجلس الأنبار شكل لجانا تحقيقية مشتركة مع القوات الأمنية وعدد من أعضاء البرلمان بشأن انتهاكات بعض من عناصر الحشد الشعبي ضد المدنيين الأبرياء خلال معارك تطهير قضاء الكرمة ومحاور مدينة الفلوجة.