يحرص أحمد عبدالشكور على الاستيقاظ باكرا حتى لا يفوت عليه وقت الأذان الذي اعتاد على رفعه منذ خمسة أعوام في أحد المساجد الصغيرة جنوبجدة، ورغم عدم حمله أوراقا ثبوتية إلا قبل عدة أشهر بعدما استفاد من حملة تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية (أطلقها أمير منطقة مكةالمكرمة في مارس 2013)، إلا أنه يعمل في الإمامة والأذان لما يربو على سبعة أعوام. وعلمت «عكاظ» من مصادر مسؤولة في مجلس أبناء الجالية في مكةالمكرمة أن نحو ثلاثة آلاف برماوي يعملون أئمة في صلاة التراويح، وسط تأكيدات بصعوبة حصر من يعمل في هذه المهنة بشكل غير رسمي، بيد أن توقعات المسؤولين في «مجلس الجالية» تجعل من سقف التوقعات عاليا والأرقام كبيرة. ويقول مسؤول في «مجلس الجالية» إن كثيرا من البرماويين يعملون في حلقات تحفيظ القرآن في العاصمة المقدسة وفي إمامة المساجد كون مكةالمكرمة مدينة التمركز للجالية. ويؤكد عبدالشكور الذي تردد كثيرا في الإدلاء بتصريحات ل«عكاظ» عمله في المسجد الواقع في حي أم السلم بعقد شفهي «أعتمد على شرف الكلمة فقط»، مشيرا إلى أن عمله في المسجد يوفر له سكنا مع مرتب يسير يقتطعه إمام المسجد من مرتبه الأساسي، «العملية تبدو وكأنها مقاولة بالباطن، أنا أتولى الإمامة وهو يستفيد من الراتب ويؤم المصلين في بعض الأيام صلاتي المغرب والعشاء». ورغم محاولات وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للحد من ظاهرة توكيل الأئمة والمؤذنين في المساجد بطرق غير رسمية، إلا أن تلك الجهود لم تجد في كثير من المناطق، حتى أن معدي بن حسن (من سكان محافظة النماص) يشير إلى أن مساجد المحافظة تكتظ بالأئمة الوافدين مقابل أجر يسير يدفعه الأهالي لهم، «يفعلون ذلك بسبب عدم تفرغ بعض الأئمة لصلاة التراويح في رمضان». وفي ال9 من إبريل 1997، أخذت وزارة الشؤون الإسلامية تعهدا على أئمة المساجد والمؤذنين يقضي بعدم التخلف وإنابة الغير إلا في «حالات الضرورة»، وشرط الوزارة الإنابة بعلم الجهات الرسمية، بحسب تعميم أصدره وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد عبدالله الشبانة حينها (حصلت «عكاظ» على نسخة منه). وبحسب التعميم الصادر قبل 19 عاما، فإن الوزارة شددت على ضرورة تنفيذ مراقبيها بزيارات ميدانية مكثفة، مع أهمية الإبلاغ عن المخالفين لتعليماتها. وجاء تعميم الوزارة بعدما لاحظت ظاهرة إنابة الأئمة لأشخاص غير رسميين إضافة إلى تغيبهم عن أداء الصلوات في مساجدهم.