تدور رحى أزمة صامتة بين السودان ومصر حول تبعية مثلث حلايب - شلاتين - أبورماد، وتلقى بظلالها على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، رغم حرصهما على إبعاد شبح نشوب حرب بينهما بسبب هذا النزاع الحدودي الذي تعود جذوره إلى خمسينات القرن الماضي. وفي أحدث تطور للأزمة وجه القائم بأعمال البعثة السودانية لدى الأممالمتحدة، حسن حامد حسن أخيرا رسالة الى رئيس مجلس الأمن لشهر مايو الماضي عمرو أبو العطا - ممثل مصر الدائم لدى منظمة الأممالمتحدة - أشار فيها إلى ما أسماه «تمصير» المثلث الحدودي، معترضا على وضع حجر الأساس لهياكل تابعة لوزارة العدل المصرية، وبناء مرافق تشمل محطات لتحلية المياه، والطاقة الشمسية، وشبكة كهربائية، ومدارس ومعاهد. وجدد الدعوة السودانية للتفاوض أو اللجوء للتحكيم الدولي لحسم قضية المثلث، الذي تشكل اثنية البجا السودانية غالبية سكانه. وفي المقابل ترفض القاهرة هذين الخيارين، معتبرة أن حلايب وشلاتين وأبورماد أراض مصرية ، وليست هناك حاجة للتحكيم أو التفاوض بشأنها. وكاد هذا النزاع أن يؤدي إلى حرب بين البلدين عام 1958حينما أرسل الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر قوات إلى المثلث الحدودي. وسحبها بعد اعتراض من السودان. وتجدد النزاع مرة أخرى في عام 1992 باعتراض مصر على إعطاء السودان حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب لشركة كندية انسحبت في وقت لاحق. ورفض الرئيس المصري السابق حسنى مبارك في 1995مشاركة مصر في مفاوضات لوزراء خارجية منظمة الاتحاد الأفريقي حول مشكلة حلايب، وفي عام 2000 سحب السودان قواته من حلايب إثر فرض القوات المصرية سيطرتها على المثلث الذي تبلغ مساحته 20580 كم2.