تراجع مخيف تعيشه الرياضة السعودية منذ عدة أعوام على جميع المستويات.. في ظل غياب المنتخبات والأندية عن المشهد الرياضي الإقليمي والقاري والعالمي.. وواكب ذلك تخبط إداري وفني على جميع الأصعدة.. ورغم وضوح الأسباب إلا أن طرق العلاج في كل مرة كانت عقيمة.. والشواهد كثيرة انطلاقا من رأس الهرم الرياضي والاتحادات واللجان ووصولا إلى دهاليز الأندية ومجالس إداراتها وشرفييها.. منافسات معلنة وصراعات خفية.. بين جهل للقوانين والأنظمة.. وتطبيق مشوه للاحتراف وخصخصة معلقة.. وميثاق شرف انتهت صلاحيته.. وعطفا على ذلك تحول الوسط الرياضي إلى بيئة خصبة للاحتقان والتكتلات.. الأمر الذي انعكس سلبا على الشارع الرياضي والمدرجات.. ولكم أن تتخيلوا أن كيانات رياضية كبيرة وصلت إلى حافة الإفلاس.. وأخرى سقطت بفعل السياسات الخاطئة والقرارات المرتجلة لمجالس إداراتها وشح الواردات وهروب الداعمين وتضخم المصروفات.. بفعل الانحراف عن المفهوم الحقيقي للرياضة والتنافس الشريف.. ودخلت في نفق حالك السواد.. وهناك من يغرد خارج السرب ويحاول استغلال هذا المنعطف الخطير بممارسات لا تمت بصلة لثقافة اللعب النظيف والمواثيق الرياضية والتنافس الشريف.. والهيئة العامة للرياضة تملك الأدوات والقرار الصائب لحماية هذه الأندية والكيانات التي لا زالت تحت مظلتها.. ولا تتركها عرضة للاستغلال وتسعى للحفاظ على مكتسباتها من قبل بعض ضعاف النفوس.. الذين أخذوا يتحركون خلف الكواليس وفتحوا حراج المزيدات مبكرا.. فماذا تتوقعون من وسط رياضي انحرف عن الجادة وتحول من نشاط لغرس القيم والأخلاق في نفوس كافة شرائح المجتمع وزرع ثقافة احترام المنافسين.. إلى بؤر للتعصب والمزايدات وبورصة انتقالات متضخمة.. أضاع من خلالها اللاعب السعودي موهبته ومهاراته وتغلبت الحاسة المادية عنده على الحاسة الكروية.. فمن يعيد الهيبة لفرقنا ومنتخباتنا ورياضتنا بصفة عامة وينتشل وسطنا الرياضي من الغرق في وحل الجهل ومستنقع الفسادوالديون ؟!