جميل أن يتنافس الرياضيون على النتائج الكروية، والبحث عن الفوز كنغمة ممتعة للذات، والجميل ان يتنافس الرياضيون على «الوفاء» كعنصر حياة يمنح متعاطيه مساحة كبيرة من الارتياح والسعادة. في شهر رمضان المبارك حتى وإن أتت المنافسات في أجواء مختلفة يظل هذا الشهر أفضل وقت لتعاطي «الوفاء» مع من يستحقون الوفاء، ويظل هذا الشهر الكريم فرصة لنسيان ما تخلفه المنافسات من سلبيات وتنافر وتجاذب لعلنا نلتفت لمن حولنا على الأقل في وسطنا الرياضي. من الوفاء أن نشير للباحثين عن رغيف الخبز على بوابات الأندية من موظفين في شركات الحراسة الذين يحصلون على رواتبهم بالقطارة من الشركات التي تستغلهم أسوأ استغلال، وموظفي الصف الثاني في الأندية الذين تضعهم إدارات الأندية في آخر قوائم الحقوق الواجب دفعها، بل يمضي عليهم عدة أشهر دون أن يحصلوا على حقوقهم المالية وفق العقد الرسمي ناهيك عن فتات الموائد إن حصلت. من الوفاء أن يلتفت كل لاعب خدمته الحظوظ بعقود ورواتب أتت بتوفيق الله سبحانه وتعالى إلى رفاق الدرب الذين تاهت بهم خطوات الحياة وقذفت بهم على رصيف الزمن يبحثون عن وسيلة عيش كريمة ولا تأتي في هذا الزمن الصعب، لذا على اللاعبين الذين خدمتهم الظروف الالتفات لرفاق دربهم على الأقل في هذا الشهر الكريم الذي تتضاعف فيه الحسنات. من الوفاء أن يتحرك موسرو الأندية من شرفيين ولاعبين وحتى إعلاميين لرسم السعادة على أطفال الأسر المحتاجة فقد تكون هذه الخطوات الخيرية حائلاً بين الإنسان وذنوب الأيام، وقد تكون رصيداً للإنسان هناك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. من الوفاء تذكر كل شخص كانت له بصمة في وسطنا الرياضي وغادر لموقع آخر، فهناك رؤساء أندية تعاملوا بأدب جم وهناك كوادر إدارية في كل ناد غادرت ويجب أن نتذكرهم في هذا الشهر الكريم، فلعل التواصل يذيب جفاف النسيان الذي تفننا في تعاطيه بطريقة البعيد عن العين... والبقية عليكم جميل أن نتذكر مثل الدكتور خالد المرزوقي الذي مر من هنا وغادر هذا الوسط الرياضي المشحون، ونتذكر رموزاً مماثلة في كل ناد وفي كل اتحاد رياضي، وجميل أن نتذكر شخصاً بقامة منصور الخضيري الذي ترك بصمة جميلة ونقية واتجه لموقع آخر بعد مشوار حافل، وبعد أن قدم نموذجاً مشرقاً لتعاطي الرياضة والإعلام بكل قنواته، فمن باب الوفاء أن نتذكره في هذا الشهر الكريم وندعو له. جميل أن يكتسي تعامل وسطنا الرياضي بالوفاء والرقي في هذا الشهر الكريم وفي كل شهور السنة، فالتنافس الرياضي الشريف لا يعني خسارة علاقاتنا الإنسانية ولا يعني الركون للفوز كمبدأ، فالرياضة فوز وخسارة وأخلاق وفروسية ويبقى الوفاء عنوان حضارة إنسانية وملتقى أحبة. [email protected]