غادر منتخبنا الوطني إلى استراليا حيث تجرى منافسات كأس آسيا 2015، وليس من هدف للجميع في ذلك المكان القاصي من العالم سوى صناعة التفاعل مع هذه الرياضة التي تلتزم بالقيم والأخلاق والجماليات المناهضة للعنف والتطرف، فالروح الرياضية مصطلح عالمي دارج ارتبط بجماليات اللعبة والتزام كل المتعاطين معها في أرضيات الملاعب وفي المدرجات وحتى خلف الشاشات بالقيم المعروفة، فتلك هي الحالة العامة في أن تكون الرياضة رسالة محبة بين الشعوب وحتى بين الجماهير المحلية التي تؤازر فرقها، وتظل الرياضة رافداً للذوق وفنون التعامل، بل وضمن ساحاتها تمتحن الأخلاقيات وقوى التحمل والذوق، والاستثناء هو أن تجر الملاعب وتبعاتها نحو السلبية والتراشق وتغدو مضامير للتنابز بين كل فريق وآخر، وحتى بين كل مجموعة في الفريق الواحد، فالمفترض والأساس أن تُقوِّم الرياضة سلوكيات المتعاطين معها في أي وقت وفي كل حالة أو موقف، لا أن تكون المنصات وإدارات الأندية منابر للشتم وتبادل ما لا يطاق من النعوت والأوصاف والتنافسات المخجلة ذوقاً ومضموناً، وليس ببعيد عن مضمون حديثنا هنا ذلك التعميم الصادر من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد مؤخراً والذي يلمح إلى انه قد طفح الكيل جراء رصد العديد من المخالفات السلوكية من بعض أعضاء إدارات الأندية في تعاملات بعضهم وفي أحاديثهم، حتى وصل الحال في بعضها إلى حد الشكوى وهو ما يُخجل حقيقة أن يكون في وسطنا الرياضي مثل تلك الأخلاقيات وبالذات من شخصيات تُعد في مقام القيادات والرواد للرياضة السعودية، وأقول: الرياضة السعودية وأعني بها النظرة العامة لبلادنا وهي تحضر في المنافسات القارية والعالمية وتحمل شعار التوحيد بما يمليه مضمونه من التزام وقيم تحمل القدوة، فليس من اللياقة أبداً أن تعج أنديتنا بالهابطين ذوقياً في ألفاظهم وفي تعاملاتهم التي تصنع تفاعلات سلبية وتحشد الاحتقان بين الجماهير في المدرجات وفي الشارع الرياضي لما يغذيها من ملامح سلبية مكثفة عبر وسائل الاتصال، وهو ما لا يحمل الخير للرياضة السعودية ولا لمستقبلها، بل يجب أن ننتظر من رعاية الشباب ما هو أكثر من مجرد التعميم أو التوجيه إلى إبعاد من لا يلتزم بتلك الأساسيات في الروح الرياضية وسلوكياتها كائناً من كان إلى خارج الوسط الرياضي، فنحن أحوج ما نكون إلى اللحمة وروح الفريق الواحد وإبراز مُثل الرياضة وقيمها المنسجمة مع أساسيات مبادئنا القويمة في هذا البلد الكريم، لذلك نناشد من يعنيه الأمر بالحزم وإخراج من به شطط.