يفكر في أسرع طريقة تحقق له الانتشار، فيقرر التقدم لرئاسة ناد بترديد عبارات يدغدغ بها عشاق ذلك الشعار لينال الدعم من الجميع ويصل إلى كرسي الرئاسة، يدفع الملايين ويصرف ببذخ ومبالغة طلبا لتحقيق بطولة تضع اسمه في خانة الرموز وبعد مواسم يكتفي بما ناله من شهرة اجتماعية وترزز إعلامي فيقرر الرحيل محاولا تعويض ما صرفه ببيع نجوم الفريق وتقصيص جناحيه، ليتركه بعد أن أغرقه بديون خيالية تحرج من سيأتي بعده ويفقد النادي بالتالي حضوره في الساحة التنافسية ويظل اسمه يردد بين الجماهير التي تتحسر على عصره الذهبي وهي من أغفلت أنه حصل على مطامعه ثم رحل تاركا النادي الكيان للمجهول. «عكاظ» فتحت هذا الملف وطرحته أمام عدد من الضيوف الذين فندوا الأسباب ووضعوا الحروف في ثنايا حديثهم. الدوسري: الحبل على الغارب يستهل الحديث رئيس نادي الاتفاق السابق عبدالعزيز الدوسري مؤكدا انتشار هذا الأمر بين بعض الرؤساء والذي جاء نتيجة لسوء البيئة الرياضية التي تعتمد غالبا على التخطيط قصير المدى، فالغالبية يأتون من أجل تحقيق منجز يسجل باسمهم ويسهل عليهم تحقيق الشهرة والوصول إلى أكبر شريحة ومن ثم المغادرة بعد تحقيق المبتغى تاركين النادي يعاني من ديون كبيرة تحد من قبول من يأتي بعدهم إلى رئاسة النادي، وإن وجد من يقبلها فسيظل مواسم وهو يعاني منها فيما الآخر يغادر دون أن تكون هناك محاسبة على المصروفات المبالغ فيها. وأضاف الدوسري: لو علم كل من قدم لرئاسة ناد أن المنجزات تسجل باسم النادي لكان عمله لما هو أبعد، ولكن الأغلب يرى أن يحقق شيئا يحفظ اسمه ما يتسبب بتصرفه بطرق تفوق إمكاناته وإمكانات النادي، ثم يغادر بعد أن يحقق لنفسه سمعة وحضورا إعلاميا لو دفع الملايين لما توصل اليها بتلك السهولة والسرعة في وقت غابت المحاسبة وترك الحبل فيه على الغارب، ما يجعلنا ننتظر المزيد من الديون التي سيأتي يوم تجد الأندية نفسها عاجزة ومفلسة ما لم يكن هناك تحرك سريع وجاد لإنقاذ الرياضة السعودية ممن قدم حبا للظهور والشهرة دون اعتبارات لمصير النادي بعد أن يغادر كرسي رئاسته. السقا: سلوكياتهم خاطئة ويؤكد رئيس نادي الرياض المكلف الدكتور صلاح السقا عدم توجيه ذلك الاتهام بصورة مباشرة لكائن من كان ولكن الأحداث التي تشهدها ساحة الأندية الرياضية بمختلف فئاتها يظهر هذا التوجه، ولعل تراكم الديون عليها والتي حدت من تحقيق أهدافها غير التنافسية لغلبة المشاركات التنافسية على عمل الإدارات، وغرق الأندية بالديون يمثل سلوكيات خاطئة من بعض الرؤساء والذين يعدون تلك الأندية من الممتلكات الخاصة لهم يديرونها بحسب ما تملي عليه أهواؤهم فهو من يوظف ويحدد الرواتب والعقود التي سيجلب بها اللاعبين دون تحديد سقف معين في وقت غاب فيه الاعتراض من الجميع أو على الأقل مناقشته، كل ذلك رغبة في تحقيق منجز لأن هناك من يعتقد أن تحقيق البطولات هو من سيثبت اسمه في خانة الرموز لهذا النادي أو ذاك، كما أن البعض منهم قدم للرئاسة بحثا عن الترزز والظهور الإعلامي الذي متى ما حققه واكتفى منه ترك النادي غارقا بالديون، ما يحد من إيجاد شخص يقوده بعده في ظل هذا الموروث الصعب. وأضاف السقا: لا أحد ينكر أن الأندية أضحت بحاجة ماسة للأموال التي تساعدها في تسيير أمورها وخصوصا على مستوى الألعاب التنافسية التي تحتاج لضخ الكثير من الأموال التي تحتاج إلى لوائح واضحة وصارمة تكفل سير النادي بالشكل المعقول والبعيد عن المبالغات في الصرف التي نراها وأجبرت الرئيس الذي لا يتوافر لديه المال إلى اللجوء للديون في وقت تم إهمال عنصر مهم في الأندية وهو الاستثمار والاستفادة من كل ما يخص النادي من مرفقات. السراح: السجلات قديمة وعتيقة ويرى رئيس نادي التعاون وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق محمد السراح وجود من يبحث عن مصالحه وبروز اسمه في وقت فقدت فيه السياسة الإدارية في الأندية الرياضية التي مازالت معتمدة على السجلات التي تذكر مدخولات النادي ومصروفاته وهذه بلاشك طريقة عقيمة وقديمة، ويضيف: كل شيء لدينا تطور ما عدا استمرار السجلات التي تعد قديمة وعقيمة لضبط الأمور المادية داخل أروقة الأندية في وقت كان يجب أن تستفيد الرئاسة العامة من الطفرة التكنلوجية للتحكم في تلك المصروفات وبحسب أنظمة واضحة ومربوطة مباشرة بالرئاسة التي تتحمل الجزء الأكبر من هذه المشكلة وإبراز الحلول التي لو وجدت لما كان هناك ديون بهذا الحجم الذي يهدد مسيرة الأندية السعودية. وزاد السراح: يجب أن تكون هناك آلية للصرف وأنظمة تحد من أن يتولى رئاسة الأندية من كان همه تحقيق مكاسب وقتية تحمل اسمه ثم يتركه غارقا في وحل الديون، ومن هنا فإن الضوابط هي من تحدد آلية الصرف ليكون كل مخرج مالي من كل ناد في مكانه، ولذا يفترض أن يكون في الاتحاد السعودي إدارة رقابية مالية تخص الأندية وتفعل دورها وتلزم كل إدارة بدفع كامل المبالغ التي تهدر دون وجه حق. رحيمي: وصولهم لم يكن نزيها فيما يرجع الدكتور مدني رحيمي ذلك إلى السياسة الخاطئة التي تتبعها الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي جعلت الميدان متاحا لكل من هب ودب ليكون كرسي الرئاسة متاحا لأشخاص يصلون إلى كرسي الرئاسة بطريقة غير نزيهة وسط غياب المحاسبة واختفاء دور الجمعيات العمومية في الأندية ما تسبب في عدم القراءة الصحيحة لإستراتيجيات الرئيس القادم والأهداف التي يجب تحقيقها خلال فترته، حتى تنعكس تلك المشكلات على الكرة السعودية. ويضيف رحيمي: صحيح أن هناك ما يسمى بالجمعيات العمومية في الأندية ولكن لا يُذكر أنها سحبت الثقة من الرئيس مهما كانت الأخطاء التي ارتكبها، لأنه باختصار وصل لهذا المنصب بطريقة أو بأخرى تجعل سطوته فوق الجميع في ظل عدم النزاهة المتبعة في الانتخابات والقائمة على شراء الأصوات التي توصله لمنصبه، ولو كانت هناك أنظمة منصفة لما تجرأ أحد على التقدم للرئاسة دون أن يكون ملما بالمتطلبات وقادرا على تنفيذها لا أن تكون وعودا تدغدغ مشاعر المحبين لا تلبث أن تذهب مع الريح. وعرج رحيمي على الانتخابات التي تعد عقيمة وقائمة على شراء الأصوات، مطالبا أن يكون لأعضاء الشرف في كل ناد كلمة في تحديد من يدير النادي مع وجود المحاسبة والمتابعة على الأعمال وتقويم نجاحها وحجم الإنفاق عليها قبل خراب مالطا وغرق الأندية بمديونيات تفوق الخيال نتيجة لسوء إداراتها. المطوع: يدفعون من جيوبهم الخاصة بدوره نفى رئيس نادي الرائد السابق فهد المطوع أن يكون هناك من الرؤساء من يتعمد إغراق النادي في الديون لإحراج من يخلفه مرجعا وجود الديون الخيالية في بعض الأندية إلى اجتهادهم في وقت هم من يدفع الأموال من جيوبهم الخاصة في محاولة لتحقيق آمال النادي وعشاقه ببطولة فيجتهدون في جلب صفقات بتعاقدات كبيرة ظنا منهم بأنها هي من سيحقق البطولات «يجب أن يعي الجميع أن الديون التي على الأندية عبارة عن مستحقات لاعبين مؤجلة فتراكمت لتتحول بالتالي إلى ديون والتي يسعى بعض الرؤساء لحلها عن طريق بيع عقد لاعب من أجل الوفاء بها ولكن قد لا يكون العرض المقدم لهذا النجم من الأندية موازيا لطموحات الإدارة وبعكس ما تريد». ورجح المطوع استمرار هذه المعضلة ما لم يكن هناك اتفاق شرفي بين الأندية تقنن عقود اللاعبين وتبعدهم عن المزايدات التي ظهر تأثيرها بتراكم الديون والأهم انعكاس ذلك على مستوى اللاعبين الذين تشبعوا ماليا ليتحول بعض النجوم إلى أشباح تركض دون هدف داخل المستطيل الأخضر، وطالب أن يكون هناك تقويم عادل لقيمة اللاعب من خلال عمره وانضباطيته ومركزه إضافة إلى مشاركاته الدولية ويترك الأمر بعد ذلك للأندية حتى تتنافس على السعر المطروح دون الدخول في المزايدات. الباشا: لا تمنوا بأموالكم واختتم رئيس نادي الخليج الحديث فوزي الباشا مؤكدا أنه لا يمكن أن تصل الأمور بين الرؤساء إلى هذا المستوى من الانحطاط، فالنادي كيان يبقى والأشخاص راحلون ولو وجد من يكون هذا مراده فهذا أمر مرفوض تماما ونتعشم أن يكونوا قلة بلي بهم الوسط الرياضي، فتحقيق المنجزات هدف إستراتيجي لكل إدارة ناد بيد أن لكل ناد إمكاناته المتاحة التي توجب تحديد الأهداف والمهمة التي يسعى الرئيس إلى تحقيقها بحسب خطة تراعي تلك الإمكانات لهذا النادي أو ذاك ومدى منافسته ووجوده في ساحتها ومن هذا المنطلق يتم تحديد الميزانية المتاحة والعمل في ضوئها بما يتماشى مع الأهداف المرسومة بدلا من اتساع رقعة الطموح ما يتسبب في غرق الأندية بالديون. وأشاد الباشا بدور الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد الذي يعمل حسب خطة تراعي المتطلبات المستقبلية لنهضة الرياضة السعودية والتي سنرى أثرها التطويري بشكل عام ومنها كرة القدم التي هي محور الاهتمام، وأضاف: يقوم الرئيس العام بأدوار مهمة وما قرار وجود مركز التحكيم الرياضي السعودي وغيره من القرارات إلا واحد من القرارات المهمة التي سيرى الجميع أثرها قريبا. واختتم الباشا حديثه «يجب أن يعي كل رئيس ناد أنه قدم باختياره فلا يمن بما يقدمه للنادي الذي وضع له قيمة اجتماعية وهالة إعلامية، لذا فإن السعي لتعويض بعض الخسائر عند تركه للفريق مبدأ مرفوض تماما فاللائحة التضامنية توجب عليه أن لا يتهرب من الوفاء بالديون حال تركه لكرسي الرئاسة».