عادت العمالة الوافدة للمشهد مرة أخرى، لتحكم قبضتها على عمليات البيع والشراء في أسواق الخضار والفواكه بالعاصمة المقدسة، بعد سعودة كافة المباسط، فيما يتحلق بعض الشباب السعوديين حول المباسط لنقل صورة وهمية للسعودة أمام مسؤول تطبيق النظام، مقابل أجر يومي قدره 150 ريالا. وفي جولة «عكاظ» على سوق الخضار بالكعكية جنوب العاصمة المقدسة، رصدت ملامح مخالفات بعض الجاليات الآسيوية والأفريقية التي تدير منافذ البيع، وبغطاء سعودي للتحايل على مراقبي الأسواق، إذ يبرز أمام المتسوقين بعض الشباب حول المباسط لإعطاء صورة مزيفة أمام المسؤول عن تطبيق النظام مقابل أجر يومي وساعات عمل تبدأ من السابعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، ثم من الرابعة عصرا وحتى 11 مساء، ليستلم «كمبارس» السعودة مرتبة اليومي ويغادر إلى منزله. وطالب عدد من المواطنين بضرورة تطبيق السعودة في هذا النشاط بشكل رسمي على أرض الواقع، وعلى جميع المحلات والمباسط، واقترح البعض الآخر استحداث «بطاقة بائع» تصرف لكل من يزاول البيع من المواطنين، إلى جانب وجود شهادة صحية، مع فرض غرامات على المحلات التي تخلو من العمالة الوطنية، مشيرين إلى انتشار ظاهرة تسجيل المحل باسم المواطن، ومن ثم تأجيره من الباطن للعمالة. وأكد أحد المستثمرين في سوق الخضار -طلب عدم ذكر اسمه- أنه يعمل في مجال الخضار والفواكه منذ 40 عاما، وجنى رزقه من هذا العمل لقمة هنيئة لأطفاله العشرة، على رغم وجود بعض المضايقات من العمالة الوافدة المكدسة في الأسواق، مشيرا إلى أن البلدية وضعت المباسط المظللة ليبيع كل صاحب بسطة في موقعه، ولكن العمالة الوافدة لا تلتزم بتلك الشروط فيكون هناك عامل بالبسطة وآخر يذهب خارج الموقع ويلتقط الزبون قبله، مطالبا بالقضاء على ظاهرة السعودي الكومبارس، الذي يقف حول البسطة دون أن يمارس أي أعمال، ليوحي لمسؤول التوطين بأنه صاحب البسطة، فيما يحصل على مبلغ يومي، ومن ثم يغادر إلى بيته، وبذلك يقف أمام عملية التوطين بطريقة غير مباشرة. وأشار أحد العاملين في سوق الخضار إلى أنه واجه بعض الصعوبات، حيث يعمل في وظيفة أخرى إلى جانب محل مبسط الخضار، ولديه التزامات مالية، دفعته لمشاركة بعض العمالة الوافدة في المبسط، فهم يقفون في المحل بشكل دائم، مبينا أن العمالة الوافدة قادرة على تحمل الأعمال الشاقة أكثر من المواطن. من جانبه أوضح أحد المتسوقين بسوق الخضار فواز البركاتي، أنه يتردد على سوق الخضار ثلاثة مرات في الأسبوع، ولاحظ أن هناك قصورا في المراقبة والتوجيه والإشراف، مضيفا أنه يتعامل مع البائعين السعوديين، إذ أنهم حريصون على تقديم أفضل المنتجات بأسعار مناسبة. وطالب أحد المتسوقين فهد المحمادي بوضع قوانين صارمة تحد من انتشار العمالة ومضايقتها الشباب السعودي في السوق، متسائلا عن سعودة حلقة الخضار التي يتحدثون عنها.