تنتهي هذا الأسبوع اختبارات أبنائنا الطلاب والطالبات وينتهي معها عامنا الدراسي، كل الأمنيات الطيبة بالتوفيق والنجاح للأبناء والبنات وإجازة سعيدة بإذن الله ولمعلميهم ومعلماتهن الشكر والامتنان. تعتبر هذه أطول إجازة على مدار عقود، ليس في بلادنا وحسب بل الأطول في العالم، تأتي الأطول مع نهاية خطة وزارة التعليم للسنوات العشر الماضية بتحديد بداية ونهاية العام الدراسي، وننتظر الآن الخطة الجديدة والتي آمل أن تقلص فيها أيام الإجازات عموما وإجازة الصيف على وجه الخصوص، فمن غير المعقول أن تلتهم الإجازة ثلث العام فتتمدد لأكثر من مئة وعشرين يوما، فينسى الطالب سنته الدراسية وليس ما درس وحسب، وبالقطع لسنا الدولة الوحيدة في العالم ذات الطقس الحار، ومواجهة الحرارة لا تكون بتقليل أيام الدراسة بل بتكييف الفصول وتحسين البيئة المدرسية. كثرة الإجازات أثناء العام الدراسي قصة أخرى، أسبوع منتصف كل فصل، ثم أسبوع أو اثنان بين الفصلين، ويمنح الطلاب أنفسهم، دون معارضة المدرسين أو الإدارة، أسبوعا قبل اختبارات كل فصل، هذا غير ما تمنحه أجواء الطبيعة من إجازات الأيام الماطرة والعواصف الترابية، ولهذا تأثيره السلبي على سير العملية التعليمية وانسياب عملية التعلم ذاتها. وقرأت مؤخرا أن الوزارة قررت إنهاء نظام الثانوي السنوي وتطبيق النظام الفصلي بداية من العام القادم، ثم المرحلة الأخيرة منه العام المقبل للصف الثالث الثانوي، مع الإبقاء على نظام المقررات في المدارس التي تطبق المقررات وآمل تطبيقه على كل المدارس العام ما بعد المقبل، ولعل النظام الفصلي يساعد في تنظيم وتقنين موضوع كثرة الإجازات، ولعلنا نقترب معه من النسبة العالمية المقبولة لعدد أيام العام الدراسي. هذه عملية تنظيمية بسيطة لا تتطلب عقد اجتماعات ولا إجراء دراسات، أعرف أن الوزير الجديد ما زال يدرس الملفات الساخنة كالمناهج والمدارس المستأجرة وصيانة وترميم بقية المدارس وتوفير الكتب تفاديا لأزمة العام الماضي وغيره مما يتطلب عملا إداريا دؤوبا لأركان الوزارة، بينما ترتيب جدول مواعيد الدراسة، وإن كان لعشر سنوات قادمة، لن يأخذ مجهودا كبيرا، ما يحتاج مجهودا هو تزويد المدارس بمكيفات جديدة وصيانة القديم منها حماية ورحمة لهم من لهيب الأيام الحارة، وهذه أقل كلفة من حرمانهم من أيام دراسية مناسبة لحجم المناهج وكم الكتب المسلمة لهم. هل قلت شيئا عن تهيئة البيئة التعليمية من ملاعب ومسارح وأنشطة لا صفية، تلك لا شك قصة أخرى ربما نعود لها مع بداية العام الدراسي القادم إذا شاء الله.