رحل صوت الدعاء الذي طالما شنف الآذان، يعد أهم الرواد في التلفزيون السعودي، ولم يكن مشواره الحافل بالعطاء سوى رسالة أراد عبرها الارتقاء بمهنة الإعلام، فعرف بفصاحته وتمكنه. رحل المذيع والإعلامي ماجد الشبل بعد معاناة مع المرض، وبعد سنوات خلف المايكرفون مذيعا ومقدما لعدة برامج، مثريا بصوته المميز المسامع عندما يبتهل داعيا الله. توقفت حروف وكلمات زملائه حزناً أثناء وداعهم وتشييعهم لجثمانه عصر أمس (الخميس) في مقبرة أم الحمام بالرياض، بعد الصلاة عليه في مسجد الملك خالد بن عبدالعزيز، بحضور أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، ومشاركة عدد من مذيعي التلفزيون السعودي والمثقفين. زملاؤه نعوه كل بحسب قربه ومعرفته بالفقيد. زميله وجاره وصديقه الوفي صالح المرزوق يعتبر أقرب الإعلاميين له وأول من بث خبر وفاته مساء الأربعاء. فيما قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي عبر حسابه ب«تويتر»: «كان نموذجا يحتذى في المهنية والوطنية، أقدم خالص العزاء لأسرته الكريمة ولزملائنا بالوسطين الثقافي والإعلامي». الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع، وسبأ باهبري، ومزيد السبيعي، وعبدالعزيز العيد، وعبدالله الشهري، وآخرون كانوا في مقدمة المشيعين، إذ طغى الحزن عليهم، فيما قال المشرف العام على القناة الثقافية عبدالعزيز العيد: «رحيل ماجد الشبل خسارة كبيرة لا تعوض، كونه من جيل الرواد الذهب الذين أسسوا للحركة الإعلامية في المملكة، على رغم أن الإمكانات الإعلامية شحيحة، والرؤية غير واضحة». مشيراً إلى أن ماجد ليس مذيعاً فقط، بل كان مذيعاً مثقفاً، وهو ما تفتقده الساحة الإعلامية، التي تعاني من غياب المذيع المثقف الحقيقي، الذي يقرأ ويتابع ويحلل. وأضاف: «سنبذل جهدا في محاولة تأسيس جائزة أو تسمية استديو باسم ماجد الشبل». لافتاً إلى أن القناة الثقافية وضعت وسماً على شاشتها ليوم كامل، وخصصت برنامجاً عن ماجد الشبل. واعتبر المذيع مزيد السبيعي أن الجلوس على طاولة واحدة مع ماجد الشبل أكبر درس وتعليم، مضيفاً: «كان الراحل ملتزما ومنضبطا في مواعيده، ويحضر إلى الأستديو قبل النشرة بساعة ونصف، ما يجعلني أخجل إذا وصلت بعده». ووفاة ماجد الشبل لم تمر مروراً عادياً، بل نعاه زملاؤه وتلاميذه في التلفزيون السعودي، ومنهم المذيع عبدالله الشهري الذي ظهر عليه الحزن حينما ترحّم عليه وأعلن نبأ وفاته في نهاية نشرة الأخبار الرئيسية للتلفزيون الرسمي بالمملكة مساء (الأربعاء)، مشيداً بالدور الكبير الذي قدمه للإعلام السعودي. وقال الشهري ل«عكاظ» في مقبرة أم الحمام: «تتلمذت على يديه، وصعب علي أن أتكلم عن ماجد الشبل في لحظة وداعه. تدربت ضمن مجموعة من المتدربين على يد الراحل، تشرفت بمرافقته في النشرات. ماجد مدرسة في الأخلاق والإبداع والثقافة والإلقاء والتعامل، وتشعر أنك تتحرك إلى جانب أكاديمية». وأضاف: «يظل ماجد رمزاً سعودياً عربياً نفتخر أننا تتلمذنا على يديه، وتشرفنا بالعمل معه وأخذنا بكثير من آرائه». الدكتورة أميرة كشغري قالت: «كان ماجد الشبل رائدا من أهم الرواد في التلفزيون السعودي، ما زال صوته يتردد في مسمعي وهو يقرأ نشرة الأخبار منذ كنا أطفالا، فالكل يتذكر ماجد الشبل بصوته المميز ومحياه الجميل». وتابع عضو مجلس الشورى الأديب محمد رضا نصرالله عن الفقيد: «رحم الله الأستاذ ماجد الشبل، المذيع، الرائد، الأنيق الوجه واللسان، ونسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون». وكان مغردون أنشأوا وسما على «تويتر» باسم «وفاة ماجد الشبل»، تفاعل معه الآلاف، متأثرين لرحيله، وشاكرين صفاته الإعلامية، ومتداولين مقاطع من برامجه.