قد تكون هيئة الترفيه هي الملمح الرئيس الذي يشير إلى انتقالنا من حالة إلى حالة.. وعندما أقول الملمح الأبرز للتغير لا يعني بتاتا التقليل من ضخامة النقلة النوعية التي تتجه نحوها الدولة في رؤية مستقبلية تنهض من خلال أذرع فولاذية متعددة التوجهات ومستهدفة خلق مصادر دخل بعيدة عن الثروة النفطية بل مد مساحة الطاقة للبلد، وعندما نبسط مفردة الطاقة فسوف نجد أن مصادرها تفتح أبوابا لا حصر لها كنا موصديها، فالطاقة تشتمل على مصادر طبيعية قابلة للنضوب، ومصادر متجددة غير قابلة للنضوب، وهي المستهدفة في الرؤية مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المد والجزر والأمواج والطاقة الحرارية الجوفية وطاقة المساقط المائية وطاقة البناء الضوئي والطاقة المائية للبحار، ولكل منها له توابع، وبسط مفردة الطاقة سوف يحيلنا إلى الطاقة الصناعية والبشرية. كل هذه المصادر لن تكون ذات جدوى إذ كان الإنسان في حالة توتر ورفض لواقعه المعاش. إذا تصبح الطاقة البشرية هي الركيزة الأولى للانطلاق، وأهم المقومات لإحداث انطلاقة الطاقة البشرية: الوعي (الثقافة) وإيجاد مساحات كبرى للترفيه من أجل خلق جو متناغم بين جدة العمل والترفيه عن النفس. وعندما أقول أن هيئة الترفيه هي السمة الرئيسة في إحداث التغير فإنني لا أبالغ، فالترفيه يغير من سمات المجتمع ويجعله مقبلا على العمل، وفي الوقت نفسه مقبلا على مباهج الحياة أثناء فراغه. فالمجتمع الذي يرى أنه مسجون وموضوع داخل حياة روتينية فرضتها أنماط وسلوكيات اجتماعية تحرم أو تجرم أي مناشط ترفيهية تجبره على الانغلاق في حياته وتدفعه رويدا رويدا نحو الاكتئاب. ولأن هيئة الترفيه مستحدثة عليها أن تؤسس المفاهيم المتعددة للترفيه، وفتح كل المناشط المؤدية للتنوع من أجل استقطاب الأفراد والجماعات وأن تكون بوابة عبور للاستثمار السياحي في المدن السياحية والدينية والأثرية ويكون اتحادها مع هيئة الثقافة فتح أبواب المسارح وصالات العرض، وإنشاء المعاهد المتخصصة. وكل فرع من هذه الفروع يمثل مصدر دخل مهول خصوصا إذا علمنا أن دولا عديدة تعيش على السياحة، فلو تم الاهتمام بالثروة الجمالية للعديد من المدن وتحويلها إلى منتجعات سياحية ستكون مصدرا استثماريا ووظيفيا تقوم عليه عدة مشاريع ضخمة تعمل على امتصاص البطالة بين الشباب والشابات.