قرارات السبت الملكية هي إعلان انطلاق القاطرة نحو (2030) وبداية لترجمة الرؤية بمؤسسات وقيادات سيكون أولى مهامها تطبيق خريطة المستقبل السعودي والاقتراب من تحقيق الأهداف الطموحة للرؤية والتي كان من أبرزها صناعة الترفيه والاعتراف بها كإحدى الحاجات الإنسانية الأساسية وليست مجرد ترف أو حاجة كمالية يطبق على (التساهيل)، إضافة إلى كونه صناعة قائمة بذاتها ستوفر فرصا استثمارية ضخمة في دولة مثل السعودية التي تحظى بكل المقومات الجغرافية والمناخية الجاذبة لعشاق الترفيه على كامل ترابها من الشمال إلى الجنوب ولمركزية صناعة الترفيه في الرؤية المستقبلية للمملكة كان لها نصيب من تلك القرارات الملكية، حيث تم إنشاء هيئة مستقلة للترفيه والتي سيكون من مهامها التصالح مع البهجة وإعادة الاعتبار للابتسامة التي أصبحنا في كل إجازة نشد رحالنا إلى الخارج للبحث عنها لأننا غرسنا في أنفسنا أنها خطيئة يجب التطهر منها. صناعة البهجة والترفيه والسعادة يستلزم إعادة الفعاليات التي اختطفها الغلاة وغيبوها كالمسارح والحفلات الموسيقية والسينما، لأنهم فقط يعتقدون أنها رجس من عمل الشيطان وأننا يجب أن نأخذ برأيهم وننصاع لهم وننتظر حتى يغيروا آراءهم وفتاواهم كما فعلوا في التلفاز والمذياع والستلايت والبرقية وتعليم المرأة، بمعنى أن مستقبل جيل كامل سيتوقف على حركة خلايا جمجمة بشرية ارتبط حاضرنا ومستقبلنا بها. إذا أراد قادة هيئة الترفيه أن ينجحوا فعليهم أن يتعاطوا مع الترفيه كحاجة بشرية غير مرهون بموافقة الدعاة والوعاظ عليها وأن لا يقعوا في فخ البرامج الترفيهية المحافظة التي يسوق لها تيار البؤس، لأن الهيئة سينتهي بها المطاف عندئذ كراعية رسمية لحفلات تكسير الآلات الموسيقية وبرامج (التائبون الجدد) والتزلج بملاعب الصابون. من حق الناس أن يكون لها خيارات متعددة في الترفيه الذي يعتقدون أنه يجلب السعادة لهم، لأنه ليس كل إنسان سيكون سعيدا إذا شارك في زيارة المقبرة أو انخرط في دورة مهارات تغسيل الموتى، لأن هناك شريحة من البشر يعتقدون أن الترفيه مرتبط بالحياة ومحفز عليها ولا يمكن أن يكون له علاقة بالموت ومن حق تلك الشريحة البشرية أن يسمع صوتها وتحقق مطالبها حتى ولو كره دعاة البؤس. * كاتب ومحام