تشارك الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية، بكثير من الفعاليات الوطنية، وقبل ذلك تشرف على الإسكان، وكثير من مرافق السياحة، وتفتحها للسعوديين، وما زالت جهودها كبيرة ونشاطها مشهودا في تشجيع السياحة، لكنها تتحاشى حتى الحديث عن مكملات السياحة الحقيقية، وما يروجها بين الشبيبة للسبب الاجتماعي هو الموقف من الفنون، مع أن الفنون وحفلاتها ومسارحها والبنيات الأساسية لها، هي من صميم عملها، لأنها أكبر مروج للسياحة في الأماكن المستهدفة، وهي مكمل للقطاع الترفيهي في جانب السياحة. كل الأماكن والمزارات أثرية، أو حضرية، وكل أساليب السكن المناسب المحيطة بها وتشجيعها جزء من السياحة، لكن الناس تسيح للترفيه والاحتفال والتجمع، لا لتغيير السكن ورؤية منازل وآثار، أو النوم في الفنادق واللهو في حدائق صامتة من كل حياة، فالصحراء مفتوحة وما زال الناس يتنزهون في البر والشواطئ بالمجان، ودون تكاليف تذكر غير طعامهم وشرابهم، والقيم المضافة الحالية تتمثل في سلاسل المطاعم، وتجاهل تام للترفيه العام الذي يجتمع فيه الناس في حفل موسيقي غنائي، أو عرض سينمائي، أو مسرحي، هيئة السياحة تتجاهل أهمية هذا الجانب، مع أنه مهم لجيل الشباب والشابات للخروج والبهجة مع بعضهم، فالناس تسيح لتجتمع وترى بعضها ولا تسيح وتسافر للعزلة. من هنا أرى أن الهيئة الوطنية للسياحة، مسؤولة عن البنيات الأساسية للفنون من مسارح جماهيرية مفتوحة، ومغلقة وجعلها متاحة لمن يقومون بصناعة الترفيه لإقامة فعالياتهم عليها ويرتزقون بحرية، والتخلي عن فكرة مهرجانات المدن الرسمية المقننة بإمارات ومحافظات، كي يكون الترفيه قطاع أعمال يدعم نفسه ويدعم هيئة السياحة، خارج الرعاية المالية من جهة تجارية أو حكومية تفرض أيديولوجيتها الضيقة، فيعرف الناس أن الأماكن ليست صامتة، بل فيها حياة وترفيه ومرح وطرب وموسيقى وتمثيل يقوم بها من خلقهم الله لهذه الصناعة، وتكون مصدر دخل لكثيرين. الخطوة الأولى التنسيق مع أمانات، وبلديات المدن على تحديد أماكن الدور البلدية، وتكون قاعات، وساحات حرة يمكن تأجيرها، وحجزها في الأحياء بإشراف "السياحة"، وتكون متاحة بأسعار تشجيعية خلال المواسم للقطاعات الخاصة العاملة في الفنون، والطرب لتقديم عروضها عليها بأخذ تذاكر مع معونة تشجيعية يدفعها قطاع السياحة للمتميزين على شكل جوائز أو شراء عروض أو ما شابه من وسائل التشجيع. تجاهل الفنون المسرحية والموسيقية للسبب الاجتماعي التقليدي لا يليق بهيئة السياحة، فالفنون جزء من حياة الناس، وبقاؤها ممارسة خارج النظر لا يعني أن تتجاهلها، فهي رغبة للكثيرين، فمجاملة الوضع الاجتماعي بتجاهل الفنون لن يعطي الحياة طبيعتها، ومن لا تعجبه الفنون عليه عدم حضورها لأنها سوف توجد فعاليات أخرى تحقق لكل ما يريد من ترفيه يعجبه، ويرتاح إليه، أما أن يفرض نظام ترفيهي للجميع فشيء غير منطقي. نقلا عن الاقتصادية