التزلج على الجليد هواية فيها الكثير من المتعة والاحتراف، وتستهوي الكبار قبل الصغار، وتقام لها البطولات، فيما يغري منظر الثلج الكثير من الشباب لخوض غمار التجربة في ذلك المربع الناصع البياض. وساعدت المراكز التجارية الكبرى على انتشار هذه الهواية واستقطاب أعداد كبيرة من الزائرين من العوائل، مما شجعهم على اصطحاب أبنائهم إلى هذه المراكز وتركهم بين أيدي مدربين ومختصين ليتعلموا فن التزلج ومهارة الهوكي على الجليد، فيما تتسوق العوائل بكامل حريتها دونما إزعاج من أطفالهم وأبنائهم. الاتزان مطلوب وليد سعيد العامر (مدرب تزلج وهوكي) يقول: منذ خمسة أعوام وأنا أعمل في مجال التدريب على التزلج، وللتدريب عدة خطوات وأول خطوة نقوم بها هي التعليم على الاتزان والتي تعد أهم عنصر في التحكم لممارسة رياضة التزلج. وبعدها تأتي الأساسيات وتعليم المهارات الجانبية وقبل ذلك كله لا بد من وجود الرغبة كمرحلة أولى للمبتدئين لأنها رياضة تعتبر خطيرة في حد ذاتها، فربما يقع المبتدئ بشكل خاطئ مما قد يترتب على ذلك حادثة خطيرة وخصوصا الوقوع للخلف لذلك تجدنا متواجدين على أرض الواقع للمتابعة اللصيقة أولا بأول للمبتدئين وغير المبتدئين، ولا يستغرق التدرب عليها أكثر من شهرين وبعدها يكون الشخص على أتم الاستعداد لممارستها. اجتذاب الشباب ويوضح أحمد طلال زيلعي (مدرب تزلج) أن من العناصر الجاذبة لفئة الشباب لممارسة هوايتهم المفضلة في التزلج والهوكي على الجليد تكون عن طريق الرمزية وكلما كانت قيمة الاشتراكات والعروض المقدمة من قبل المركز التجارية بسيطة ورمزية أصبحت هذه الهواية في متناول الجميع ، كما أن لحجم الصالة ومدى الاهتمام بها وبنظافتها ووجود مدربين على درجة عالية من الخبرة والاهتمام والمتابعة اللصيقة للمبتدئين وغير المبتدئين دور كبير في اجتذاب المزيد من المشتركين والأعضاء، حتى المدارس وبعض الشركات نقدم لهم العروض السنوية المغرية لهم ولأبنائهم. متعة وخطر ومن منظور كل من نور محمد ناصر، ماجد بن ماضي (18 عاما)، وسامر عبد الكريم (19 عاما) أنه رغم أنها رياضة ممتعة وفيها الكثير من اللياقة البدنية والعقلية ونسبة تركيز واعتماد كلي على الاتزان، إلا أنها لا تخلو من بعض المخاطر والتي ربما تكون في بعض الأحيان جسيمة وخطيرة فلربما وقع شخص ما على رأسه أو يديه أو ربما يقع في وسط صالة التزلج وبالخطأ يكون الطرف الآخر غير منتبه له فيدهسه خصوصا أن شفرة التزلج حادة وخطيرة ! رياضة الفراغ حسن الفارسي (24 عاما) يقول: أنا أدرس وفي نفس الوقت أعمل وليس لدي وقت فراغ كثير ولكن عندما تحين لي أية فرصة استغلها في ممارسة رياضتي المفضلة في التزلج على الجليد مع بعض أصدقائي بنظام الساعات لذلك تجدني مستمتعا وفي قمة السعادة لأنها رياضة تنطوي على مساحة من الحرية في اللعب وزيادة في النشاط، مما يذهب هموم العمل والدراسة وخصوصا في نهاية الأسبوع. اختيار موفق عبد الله القحطاني (23 عاما) يقول: حبي للتزلج منذ الصغر، حيث لم تكن في ذلك الوقت متوافرة لدينا صالات تزلج وهوكي في السعودية فكنت من الشغوفين بمتابعة مباريات الهوكي والتزلج على الجليد والمسابقات المقامة في الدول الأوروبية والأجنبية على القنوات الفضائية وأفلام الفيديو والمجلات الرياضية، وكانت تستهويني لدرجة كبيرة حتى أصبح لدى المراكز التجارية والمولات الكبيرة صالات كبيرة للتزلج وممارسة الهوكي على الجليد إلى جانب المطاعم والمحال، واعتبره اختيارا موفقا من قبل المستثمرين لتفريغ طاقات الشباب في أشياء مفيدة، فأصبحنا نمارسها بكل حرية وارتياح في أوقات فراغنا وإجازاتنا الصيفية ونهاية الأسبوع مع إخواننا وأصدقائنا. رياضة لها مستقبل عبد الكريم سلطان وأحمد يوسف (14 عاما ) يقولان: نمارس رياضة التزلج على الجليد منذ الصغر لذلك نتقنها بشكل جيد رغم صغر سننا، ففي البداية كانت صعبة لأنها تعتمد على التوازن فإذا ما استطعت الاتزان في الوقوف على قدميك فهي رياضة ممتعة وفيها الكثير من التسلية خاصة في أوقات الفراغ فبدلا من التسكع في الشوارع وتضييع الوقت فيما لا يعود علينا بالنفع، فإن بإمكاننا استغلالها مستقبلا والاشتراك في بطولات داخلية ومحلية وربما في المستقبل القريب تكون عالمية ودولية ومن يدري فربما نكون أبطالا نرفع اسم وطننا عاليا بين الأمم! التسوق بحرية أبو مشاري وأم عبد الله يقولان: أصبح بإمكاننا الآن التسوق وشراء جميع مستلزمات المنزل من مكان واحد فإذا أراد الشخص التسوق وإذا أراد أن يرفه عن أبنائه ذهب بهم لمدينة الملاهي والتي تقع في موقع بعيد عن السوق مما يجعل العملية متعبة لبعض الأسر والتي لا تملك الوقت والمال الكافيين، أما الآن فأصبح من السهل الذهاب لمكان واحد يجمع كل مستلزمات واحتياجات الأسرة وأصبح التنافس بين المراكز التجارية كبيرا مما أراحنا وجعل من عملية التسوق والترفيه مصدر راحة لنا ولعوائلنا. نظام الساعات محمد هارون (24 عاما) يقول: أنا أعمل في أحد الأندية الرياضية المشهورة في جدة وعند فراغي من عملي في النادي أذهب لصالة التزلج الواقعة في أحد المراكز التجارية لإعطاء (كورسات) بنظام الساعات لمساعدة المبتدئين والراغبين في تعلم التزلج على الجليد ولعب الهوكي، وبصراحة أرى في أعينهم قمة الاستمتاع وخاصة في هذه الأيام فهي رياضة مبهجة تحتاج تركيزا واتزانا متواصلا وهي بالنسبة لي هواية قبل أن تكون مصدر رزق. تشجيع الوالدين حسام الغامدي وعناد البلوي (12 عاما) يقولان، إن والديهما يشجعانهما على ممارسة رياضة التزلج وإعطائهما الدافع للاستمرار ولكن في حدود المعقول وليس على حساب دراستهما، فبعد فراغنا من واجباتنا المدرسية اليومية نطلب منه توصيلنا للصالة الخاصة بالتزلج وهناك نفرغ ما تبقى من طاقتنا، أما في شهر رمضان وقبله إجازة الصيف فإننا نذهب بشكل يومي لصالة التزلج ولنا الحرية في اختيار الصالة التي تناسب ذوقنا فهناك عدة أماكن ومراكز توفر لنا المكان والوقت الكافي لممارسة رياضتنا المحببة.