عندما صدرت الأوامر الملكية، أمس، بإنشاء هيئة عامة للترفيه وهيئة عامة للثقافة، استبشر المثقفون بمثل هاتين الهيئتين في الارتقاء بالبرامج الثقافية والترفيهية في المملكة، وزيادة فاعلية مثقفي المملكة ك «قوة ناعمة» في الخارج. وأكد عدد من المثقفين ل «عكاظ»، أن الهيئتين انطلاقة لتطبيق رؤية المملكة 2030 ضمن منظومة تنموية تسعى إليها المملكة، موضحين أن الهيئتين سيكون لهما دور مهم في تبني البرامج الثقافية والترفيهية للمملكة واستقلاليتها، ودعم المثقف السعودي داخليا وخارجيا، مطالبين باستقطاب الكفاءات لتلك الهيئتين للقيام بدورهما على الوجه الأكمل. البازعي: حلم يراود المثقفين رأى رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، المستشار سلطان عبدالرحمن البازعي أن الأوامر الملكية الصادرة، أمس، للتأكيد على تنفيذ رؤية المملكة 2030، وهي تهيئة للأرضية المناسبة لتطبيق الرؤية، مبينا أنه في هذا الإطار تم إنشاء «الهيئة العامة للترفيه» و«الهيئة العامة للثقافة»، وهو ما يؤكد عزم المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على تطوير الجوانب الثقافية والترفيهية لأبناء المملكة، مبينا «نحن في انتظار توضيح اختصاصات هاتين الهيئتين ونطاق عملهما، خصوصا أن الهيئة العامة للثقافة كانت حلما يراود المثقفين منذ فترة، وسيكون لها دور مهم في القطاع الثقافي وزيادة فعاليته، ووضع إستراتيجية واضحة لهذا القطاع العريض». القاضي: إعطاء مرونة للثقافة أشار الأمين العام لمجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية الخيرية، الباحث والأديب حمد بن عبدالله القاضي إلى أن إنشاء الهيئة العامة للثقافة هو إعلاء قيمة «الثقافة» ضمن منظومة التنمية في المملكة، ويعطي للثقافة مرونة أكبر وتركيزا على العمل بدل مما هي «مشتتة» بين مؤسسات عدة، مبينا أن الهيئة سترتقي بالجوانب الثقافية وتدعم المثقف السعودي وتبرز عطاءاته في الداخل والخارج، لنقول للآخر إن المملكة ليست حضارة مادية أو صناعية بل وطن إنسان في كافة الجوانب ومنها الفكرية والثقافية. أما بخصوص «الهيئة العامة للترفيه» فأوضح القاضي، أن رؤية المملكة 2030 أشارت إلى موضوع «الترفيه»، بإنشاء المسارح والمراكز الترفيهية التي تقوم بدورها لإيجاد الترفيه الذي يتواءم مع قيمنا وثوابتنا. الزهراني: الثقافة قوة ناعمة أوضح المدير العام للأندية الأدبية سابقا الشاعر والأديب الدكتور أحمد قران الزهراني، أن إنشاء الهيئتين خطوة جديرة بالاهتمام، وستكون لهما استقلالية في البرامج الثقافية والترفيهية في المملكة عن المؤسسات الثقافية الرسمية، مبينا «نأمل أن تستقطب الهيئتان الشخصيات المعتبرة للارتقاء بالثقافة في المملكة، وأن تخصص لهما ميزانية كبيرة للقيام بدورها على الوجه المناط بها، إضافة إلى تشخيص الحالة الثقافية التي تعيشها المملكة مؤسساتيا، مطالبا بأن ينبثق من خلال الهيئتين بعض الهيئات المساندة للهيئة الأم، وإنشاء مراكز ثقافية داخل المملكة وخارجها، بهدف استخدام «الثقافة» كقوة ناعمة خدمة للمملكة، مؤكدا «علينا كمثقفين أن نسهم جميعا في الارتقاء بالهيئة لتقوم بدورها المطلوب». الفضيل: مساحة حرية أكبر أكد المدير التنفيذي لمركز أحمد باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية، الباحث والأديب الدكتور زيد بن علي الفضيل، أنه من المفترض أن الهيئتين ستقومان بتعيين البرنامج الثقافي والترفيهي في الرؤية السعودية 2030. مبينا أن تحويل الثقافة إلى «هيئة» وإنشاء هيئة خاصة ل «الترفيه» سيعطيهما مساحة من الحرية بشكل سلس بعيدا عن «البيروقراطية» الحكومية، مشيرا إلى أن نظام الهيئات لديه المرونة والقدرة على اتخاذ القرار أكثر من الوزارة ووكالاتها، مضيفا «أملي أن نجد للهيئتين وجودا فاعلا وحقيقيا في الأيام القريبة المقبلة»، ومؤكدا أن نظام الهيئات يعتمد على استقطاب الكفاءات، والمؤمل أن يتولى القطاعين على مختلف درجاتها الشخص المناسب.