اختتم أواخر شهر مارس الماضي مهرجان «أفلام السعودية» في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بمشاركة 70 فيلماً و55 سيناريو ضمن مسابقات المهرجان الخمس وهي: مسابقات الأفلام الروائية القصيرة، ومسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، ومسابقة أفلام الطلبة، ومسابقة السيناريو للكتاب السعوديين، ومسابقة مدينة سعودية للأفلام الوثائقية، في عدد ساعات عرضٍ للأفلام بلغ مجموعة 14 ساعة سينمائية، اشترك في صناعتها 24 مخرجة سعودية و46 مخرجاً سعودياً، منها 45 فيلما ستكون العرض الأول في المهرجان. وجاءت الأفلام المشاركة من مناطق مختلفة من المملكة، وهي الرياضوالدمام، حائل، جدة، سيهات، سكاكا، الاحساء، الظهران، الجبيل، القطيف، المدينةالمنورة ومكة المكرمة، وكان لمدينة جدة النصيب الأكبر ب 20 فيلماً. وتمحورت أفكار الأفلام المشاركة حول قضايا اجتماعية ووطنية منها الحد الجنوبي، الإرهاب، العنوسة، الانتقام، وهموم ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عدد من مشاركات أفلام الرسوم المتحركة، وقد حظي المهرجان بدعم وإشادة سمو أمير المنطقة الشرقية. يظن البعض أن عدم الاهتمام بالسينما في السعودية سيمنع السعوديين من متابعتها خارج المملكة، دور السينما موجودة في قطروالبحرين ودبي وهي وسيلة ترفيه للناس وخاصة فئة الشباب فلا يوجد ما يمنع مشاهدتها في عصرنا الحالي فالأجهزة الذكية في متناول أيدي الشباب ويستطيعون مشاهدة أي فيلم بدون موانع. عروض السينما موجودة في أرامكو، وفي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وتعرض آخر الأفلام والسينما كانت موجودة من زمن في جدة من الستينات الميلادية في مناطق مفتوحة وهذا الشيء لا يتعارض مع الضوابط ولا مع العادات، (الأفلام) هي لغة تخاطب الشعوب والثقافات في الوقت الحديث. حضرت المهرجان الذي أقامته جمعية الثقافة الفنون بالدمام، وشاهدت أن السينما السعودية موجودة من حيث تنظيم الملتقيات، كما حصل في جمعية الثقافة والفنون أو إنتاج الأفلام السينمائية الشابة، ولا شك هناك شغف بالسينما وهو شغف يتصاعد، وفي رأيي أن بداية انطلاق السينما في السعودية ليست من جمعيات الثقافة والفنون فدور الجمعيات شامل وكلي بينما السينما تحتاج إلى افتتاح معاهد سينمائية؛ لدعم تخصصات الإنتاج السينمائي، من تمثيل، وديكور، وإخراج، إلى جانب ذلك تحتاج السينما كي تستمر إنتاجيا واقتصاديا إلى افعاليات تحرك المياه الراكدة وفق الضوابط الإسلامية الشرعية، التي تمنع الاختلاط المباشر، وبلا شك، فإن مبادرة جمعية الثقافة والفنون بالدمام والأحساء من أجل احتضان وتنشيط الحياة السينمائية، تعد خطوة مهمة جدا، فعودة مهرجان الدمام السينمائي ستكون حاضنة حقيقية لشباب السينما وتحفز الشباب على الإنتاج والمشاركة، بدلا من الإحباط والكسل. لذا، نأمل أن تحقق هذه الأفلام أهدافا ترفيهية للأسرة وكذلك فنية وإبداعية تلبي احتياجات القطاع السينمائي الشاب والموهوب في المملكة، السينما أصبحت مطلب كل الشباب؛ لأنه لا يوجد وسيلة ترفيه إلا المقاهي والشوارع، فوجود السينما وتفعيل المسرح هو مطلب منذ زمن بعيد، والموضوع يحتاج إلى قرار وبالتالي فإن أي خطوة في موضوع السينما ستكون محل اهتمام ومتابعة ورقابة من قبل وزارة الثقافة والإعلام. لا أعتقد أن بيننا من يمانع من صناعة السينما وأراها وسيلة ترفيه جميلة ومشروعا استثماريا ناجحا اتمنى ان يتحقق يوما ما، فحالها كحال أي صالة رياضية أو اي ملعب أو اي مقهى، فما المانع أن يكون سمننا في دقيقنا وتكون الإيرادات للمستثمرين السعوديين في مجال السينما بالداخل. الأعداد الرهيبة من السعوديين التي تتهافت على السينما في البحرين بالإضافة الى المصاريف الرهيبة قبل دخول الفيلم من شراء المأكولات ومصاريف التسلية، ولو حسبنا الانفاق لوجدنا مبلغا كبيرا كان يمكن الاستفادة منه؛ لو ان ذلك في السعودية بالإضافة الى تشغيل عدد لا بأس به من الشباب الباحث عن عمل، ولو عملنا احصائية لدور السينما في البحرين لوجدنا 88% من الواردين إليها عوائل سعودية ونلاحظ عدم وجود مشاكل.