«الأسد أو نحرق البلد»، شعار عريض تبناه النظام السوري قولا وفعلا منذ بداية الثورة.. لم يكن هذا الشعار تجنيا بل امتلأت جدران البلاد بهذه المقولة. لقد كذب نظام الأسد في كل شيء إلا أنه صدق في أمر واحد فقط.. «حرق البلد». هذا الحريق لم يتوقف على حلب وإدلب ودير الزور وغيرها، بل وصلت الآن النيران إلى أسواق دمشق العتيقة.. فماذا حدث في «سوق العصرونية في قلب دمشق الياسمين». صباح يوم السبت استفاق سكان دمشق على حريق هائل في «عصرونية دمشق»، التهم أكثر من 80 محلا تجاريا، بينما أصيب السوق الأثري بقليل من الانهيار وتشوهت المنطقة التاريخية لتلك الأسواق الدمشقية الجاذبة التي تبعد حوالى 700 متر عن المسجد الأموي. وهذه الحادثة تعتبر الأولى في تاريخ هذا السوق لكنها الثانية التي يرتكبها «مجهول» بعد حريق سوق حلب القديم في العام 2013. الجناة المباشرون لم يتم الكشف عنهم - كما هي العادة- لكن ألسنة أهالي دمشق لم تتوقف عن حريق أسواقهم. ويقول رئيس الائتلاف الأسبق هادي البحرة في تغريدة له على تويتر «إن النظام السوري ارتكب جريمة حرب لإجبار تجار العصروينة على ترك محالهم التجارية». ويضيف البحرة، وهو من أهالي دمشق إن حريق العصرونية جاء عقابا للدمشقيين الذين رفضوا بيع هذه المحلات للإيرانيين ليكونوا على مقربة من المسجد الأموي.. وكانت نتيجة الرفض هي الحرق لهذه المحلات. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في دمشق باتهام النظام أنه المدبر لهذه الحادثة، ولم يعد حديث الدمشقيين مخفيا أن الإيرانيين يريدون الاستحواذ على دمشق القديمة وأسواقها سواء بالمال أو الترهيب. ليس مستبعدا على نظام أحرق بلدا كاملا أن يحرق عصرونية لا تعني له الكثير وهو ابن الجبال التي لا تعرف العصرونيات، نحن أمام نيرون آخر في سورية مستعد أن يحرق كل ما في سورية وبيعها لإيران من أجل البقاء.