تتوجه أنظار الجماهير الرياضية الليلة إلى جدة لمتابعة قمة قمم المواجهات السعودية التي تجمع المتصدر فريق الأهلي بضيفه فريق الهلال في مواجهة حسم الدوري السعودي التي تقام في استكمال الجولة 24 من منافسات دوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين التي تلعب اليوم. تستحوذ المواجهة الملتهبة التي تجمع المتصدر فريق الأهلي الكروي الأول بنده وغريمه الوصيف فريق الهلال الكروي الأول في مقابلة الكلاسيكو السعودية التي ربما كشفت عن هوية بطل هذه النسخة من الدوري السعودي على اهتمام ومتابعة عشاق المستديرة في الوطن العربي الذين سيكونون على موعد مع إثارة مرتقبة جديدة والتي تجمع العملاقين وجها لوجه في تنافس محموم لنيل بطولة غالية عليهما وإضافتها في خزانتهما التي افتقدت بطولة الدوري منذ مواسم خلت ليفتح التاريخ لهما أبوابه على مصراعيه بتحقيق الحلم الذي طال عليهما انتظاره وخصوصا للفريق الملكي الأهلي الذي سار على درب البطولة بخطوات ثابتة ليجد نفسه قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب بما قدمه نجومه من مستويات ونتائج مميزة أهلته لاعتلاء الصدارة برصيد 54 نقطة نال آخرها على حساب فريق هجر بجزائية عمر السومة محققا انتصاره ال16 في المسابقة، فيما يملك الوصيف فريق الهلال 51 نقطة نال آخرها على حساب فريق نجران 3/2 ليحقق انتصاره ال 16 في الدوري؛ لتكون هذه المواجهة مفترق طرق لهما لتكون الإثارة والتشويق حاضرة على أرضية الميدان، فالأهلي يأمل بمواصلة نتائجه المميزة ليتخطى بالتالي أقرب منافسيه ليبقى مرتاحا على كرسي صدارته والابتعاد بالصدارة وإعلان قرب تتويجه المنتظر، فيما يبحث الضيف عن الانتصار لكسر فارق النقاط التي تفصله عن المتصدر. ميدانيا شهد البيتان الأهلاوي والهلالي أقصى حالات الاستعداد في الأيام الماضية تحسبا لهذه المواجهة المفصلية، إذ سعت الأجهزة الإدارية والفنية إلى إعداد اللاعبين وشحذ هممهم لتحقيق أهم ثلاث نقاط في المسابقة فور انتهاء مهمتهما الآسيوية التي عاد منها الأهلي كاسبا الجيش القطري 4/1، فيما خسر الزعيم مقابلته مع فريق تركتور 2/0 وقد عملت الأجهزة الفنية على ترتيب الأوراق ومحاولة التوصل إلى التشكيلين المناسبين اللذين سيخوضان بهما الموقعة، إذ أنهيا تحضيراتهما بتدريبات تركزت على معرفة نواحي القوة والضعف في كليهما بحثا عن العلامات كاملة لمن ينجح لاعبوه في تنفيذ الخطة المرسومة منهما. فنيا تبدو خطوط الفريقين متقاربة والتي تجعل من الصعوبة بمكان ترشيح فوز أحدهما على الآخر وإن كان لاعبو الملكي فريق الأهلي يعيشون أفضل حالاتهم الفنية والمعنوية ما يمنحهم أفضلية نسبية قياسا بتكامل صفوفهم وجرأة مدربهم ودخولهم للمواجهة بفرصتي الفوز أو التعادل يضاف لذلك عاملا الأرض والجماهير، بعكس الفريق الهلالي الذي قد يفتقد أهم أوراقه الهجومية المتمثلة في إصابة الميدا ما سيؤثر سلبا على حضوره على المستوى الهجومي والتي سعى مدربه دونيس إلى محاولة علاجها بعد دراسة منافسه ومعرفة مكامن القوة والضعف فيه بحثا عن الانتصار. النهج الفني للأهلي يدرك السويسري جروس أهمية هذه المواجهة في تنصيب فريقه كبطل للمسابقة وبنسبة كبيرة كما يعي قوة وإصرار منافسه على الكسب للاقتراب من نيل اللقب، ويتوقع أن يتبع طريقة 4/2/3/1 مطالبا لاعبيه بالأداء المتوازن دفاعا وهجوما مع منحه الظهيرين عقيل بالغيث ومحمد عبدالشافي مساحة واسعة للمساندة الهجومية وخصوصا محمد عبدالشافي الذي يشكل وجوده مع سلمان المؤشر وحسين المقهوي ضغطا هجوميا على المنافسين والذي قد يقل في هذه المقابلة بوجود لاعبين في الهلال يجيدون استثمار الفراغات فيما تظل أدوار وليد باخشوين دفاعية بحتة ببقائه قرب أسامة هوساوي ومعتز هوساوي مع تغطية الفراغات التي يتركها الظهيران في حال مساندتهما للهجمات لقتل الغارات الهلالية المرتدة التي قد تشكل خطرا على شباك ياسر المسيليم فيما ستكون أدوار تيسير الجاسم مزدوجة ما بين المساندة الدفاعية وتقديم الدعم للاعبي وسط الشق الهجومي إسلام سراج وحسين المقهوي وسلمان المؤشر الذين ستكون أدوارهم قائمة على قتل الهجمات الهلالية في مهدها من خلال قدرتهم على إفتكاك الكرات والحد من مساندة الأظهرة الهلالية للهجمات مع إجادتهم خلق الفرص واستثمار الفراغات في الدفاعات الهلالية التي ستخلفها تحركات عمر السومة. النهج الفني للهلال سيسعى اليوناني دونيس مع لاعبيه لتحقيق الانتصار دون سواه لإعادة فريقه لميدان المنافسة الفعلية وإلغاء العوامل التي تصب في مصلحة مضيفه ومنها فارق الثلاث نقاط، إذ ينتظر أن يتبع طريقة 4/2/3/1 مطالبا لاعبيه بلعب الكرات من لمسة واحدة التي يجيدون تنفيذها من خلال تحركات خط الوسط إدواردو وسالم الدوسري ونواف العابد ومساندة الظهيرين محمد البريك وعبدالله الزوري وتوغلات المحور المتقدم سلمان الفرج بأدواره المزدوجة في وسط الشق الهجومي وإجادتهم لتناقل الكرات في المساحات الضيقة وتميزهم في المناورة والابتكار وتطبيق أسلوب الضغط على اللاعب المستحوذ على الكرة وتحويلها لغارات مزعجة لدفاعات المنافسين وخصوصا على الأطراف والتي ستحد كثيرا من تقدم محمد عبدالشافي وعقيل بالغيث فيما ستتوقف أدوار يوسف السالم على إنهاء الفرص المتاحة مع بقاء عبدالله عطيف بجانب المدافعين لتقديم الدعم والمساندة للمدافعين كواك وديقاو ومنع لاعبي الأهلي من التوغل أو إطلاق قذائف بعيدة المدى.