تناقلت الصحف البريطانية الكبرى ومنها التيليغراف، الإندبندنت، الغارديان، سي بي إس نيوز في صفحاتها الأولى خبر الإنجاز الطبي العظيم تحت عنوان «السكري: شفاء أخيرا» والذي يبشر باكتشاف علاج نهائي لمرض السكري بواسطة زرع الخلايا الجذعية المنتجة للإنسولين وإلغاء استخدام إبر الإنسولين اليومي. فيما اعتبر اختصاصيان سعوديان في علاج داء السكري أن اكتشاف هذا العلاج عن طريق تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا بنكرياسية أمل جديد لمرضى النوع الأول الذين يعالجون بالإنسولين وخصوصا الأطفال والاستغناء عن استخدام إبر الإنسولين اليومي ولكنه يحتاج لمزيد من التجارب على البشر حتى يرى النور عالميا. وأوضح ل«عكاظ» أستاذ واستشاري السكري والغدد الصماء بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الآغا أنه إلى الآن لم يتم التوصل إلى علاج نهائي يقضي على داء السكري، مبينا أن جميع تجارب الخلايا الجذعية ما زالت رهن الدراسات البحثية. وأشار إلى أنه في حالة التوصل إلى علاج نهائي معترف به من قبل منظمة السكر العالمية ومنظمة الصحة فإنه سوف يعلن رسميا عن هذا الاختراع والأخذ به. وأكد أن الخلايا الجذعية هي خلايا لها القدرة على الانقسام والتكاثر وتجديد نفسها وهي خلايا بدائية غير متمايزة إلى أنواع خلوية متخصصة، مما يسمح لها بأن تعمل كجهاز إصلاحي للجسم، باستبدال خلايا أخرى عاطلة والحفاظ على وظيفة الأعضاء الجسمية، كما أن خبراء البحث الطبي يعتقدون أن الخلايا الجذعية بقدرتها هذه قادرة على تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح نسيج متخصص أو عن طريق دفعها للنمو بشكل عضو حيوي معين، بالرغم من هذا فإن هذه الأبحاث تثير العديد من المخاوف الأخلاقية والإنسانية مما اضطر العديد من الدول لوضع تشريعات تحدد هذه الأبحاث العلمية. واعتبر استشاري غدد الصم والسكري ورئيس اللجنة التنفيذية للجمعية السعودية للغدد الصم والاستقلاب الدكتور ناصر رجاءالله الجهني، أن أي تقنية علاجية جديدة وخصوصا داء السكري لا بد أن تخضع لتجارب عديدة حتى يتم اعتمادها بشكل نهائي وخصوصا أن الأمر يتعلق بمرض مزمن يعتبر من الأمراض المنتشرة على المستوى العالمي بشكل واسع النطاق، موضحا أن استخدام الخلايا الجذعية ما زال رهن التجارب وفي حالة اعتماده سيصبح إنجاز القرن.