نمر بمرحلة واعدة ومليئة بالمفاجآت الجميلة على المستوى الاجتماعي إحداها تعيين الوزير الدكتور أحمد العيسى، لِما يحمله هذا الرجل من وعي وطموح وعقل يحمل فكرا راقيا وقلبا يحمل هم أمة لتغيير دفة التعليم وتطويره بما يحقق آمالنا لغد رائع لأبنائنا، مليء بالإبداع والتفوق وسلامة الفكر. لو خيرت أي أب أو أم يراعي النمو النفسي والعاطفي لأطفاله بين إسناد تدريس أطفالهم لمعلمات إناث أو لمعلمين ذكور لاختاروا الأولى دون تفكير ، فقد ثبت بالتجربة في بعض المدارس الأهلية نجاح تعليم الصفوف الدينا على أيدي معلمات إناث وكانت تجارب رائدة ورائعة، وأنا ممن استفاد من هذه الطريقة مع ابني في صفوفه الثلاثة الأولى، فقد كنت أضع صغيري في فصله وأتعرف على أصحابه وأناقش معلماته وأشاهد رسوماته وأعود ظهرا ليجدني أمامه حين يخرج في تجربة تحمل الكثير من المشاعر الإيجابية والاحتواء المريح لي وله. الصفوف الأولية هي امتداد لمرحلة رياض الأطفال التي يقوم على تدريسها معلمات، وتجربتنا مع هذه الصفوف -الأولية- غير مرضية من نواحٍ عدة، أهمها الاستقرار النفسي والعاطفي للطفل حين يخرج من دفء الروضة ومعلماتها إلى عالم آخر لم يستعد له نفسيا وهو لم يتجاوز السادسة من عمره وهذه سنوات الطفولة المبكرة التي تحتاج جوا أشبه بالعائلة، ومعاملة رقيقة كمعاملة أمه وليس عالما مليئا بالضجيج والفئات العمرية المختلفة التي يغلب عليها العنف والاعتداءات اللفظية أو الجسدية من الطلاب الأكبر سنا. التجربة الرائدة التي حققتها بعض المدارس في دمج الصفوف الأولية وضم الأولاد الصغار إلى «مدارس البنات» كالآتي: فصول للبنات الصغيرات وفصول آخرى للذكور الصغار «غير مختلطة» حتى في وقت الوجبات أو اللعب، فالهدف الأساسي ليس الخلط كما يروج البعض بل إسناد التدريس للمعلمات «الإناث»، هذا من ناحية ومن ناحية آخرى يتم توزيع المعلمات على الفصول حسب قدرتهن وشخصياتهن فهناك من لديها القدرة التامة على ضبط فصول الأولاد، وهناك من هي أقدر على التعامل مع البنات وهذه مهمة إدارات المدارس وقياداتها. معالي الوزير .. نقدر حرصك واهتمامك على فلذات أكبادنا، وإن لم يكن هذا الدمج ليس في جدول أعمالك فقد حان الوقت للبدء بتجربة الدمج واعتمادها في حال نجاحها لمسيرة تعليمية رائدة تحقق الأمان النفسي والعاطفي والتربوي والتعليمي أيضا لأطفالنا وتحقيق المرجو من التعليم وهو الارتقاء به وتطويره. يعلم معاليكم دقة هذه المرحلة وحساسيتها في تأسيس النمو النفسي للطفل وإعداده ليكون فردا سويا وفاعلا في وطنه ومجتمعه بعيدا عن أساليب العنف وبعض السلوكيات الخاطئة والشاذة التي تلازمه في كل مراحل حياته لو حدثت لا قدر الله كالتحرش مثلا. بقي أن أقول .. إن دمج الفصول الأولية لا اختلاط فيه ولا إلزام فيه، فمن رغب إلحاق طفله في مدارس البنات أو الأولاد فالخيار له بعيدا عن شيطنة هذا الاقتراح الذي سبقني إليه الكثير من التربويين، ونادى به الكثير من الآباء والأمهات.