تتمحور زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تبدأ غدا إلى الرياض حول النزاعات الإقليمية من اليمن الى سورية، لكن أنظار حلفائه تتجه إلى من سيخلفه قريبا بعد أن خيبت تصريحاته وخياراته آمالهم. وأعاد أوباما خلط الأوراق في المنطقة وأثار غضب حلفائه بإنجاز الاتفاق النووي الإيراني بعيدا عن حزمة الأزمات المتفاقمة في المنطقة ودور طهران فيها، ورفض التدخل ضد نظام بشار الأسد، وإعلانه أن للولايات المتحدة أولويات أخرى غير الشرق الأوسط في مقدمتها آسيا. وقبل تسعة أشهر على انتهاء ولايته الرئاسية يدرك أوباما أن المعادلة صعبة، إذ يتعين عليه التعاون الفعال لمكافحة داعش، وألا تغض واشنطن النظر عن النشاطات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها طهران من خلال دعم النظام السوري وحزب الله والحوثيين. وقال مصطفى علاني من مركز أبحاث الخليج «لا نعلم لماذا يأتي؟» معتبرا أن الزيارة ليست مهمة بالنسبة إلى دول الخليج. ولا يخفي استياءه من مقال لأوباما نشر في مجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية في مارس الماضي وعبر فيه بصراحة عن رؤيته للمنطقة، رافضا وجهة النظر التي تقول إيران مصدر المشكلات. وتركز دول الخليج اهتمامها الآن على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الثامن من نوفمبر القادم، وتأمل أن يكون الرئيس الجديد سواء كان جمهوريا أو ديموقراطيا أكثر إصغاء وتفهما لوجهة النظر العربية. وتقول المحللة السابقة لدى وكالة الاستخبارات المركزية، لوري بلوتكين بوغهارت التي تعمل حاليا في معهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى، «يأمل شركاؤنا في الخليج بعودة العلاقات إلى ما كانت عليه في السابق لكن المنطقة تغيرت بشكل كبير والأمور أصبحت أكثر تعقيدا». وتضيف «هناك سوء تفاهم وإحباط لكن الرغبة في البقاء معا تطغى، لأن الجانبين يستفيدان من الشراكة». ويشدد عدد من المراقبين على أن الشراكة بين الولاياتالمتحدة والسعودية والتي تعود إلى العام 1933 لا تواجه تهديدا فعليا رغم الخلافات الواضحة. وبعد الزيارة التي يرجح أن تكون الأخيرة لأوباما إلى المنطقة، يتوجه أوباما للقاء حليفين آخرين تخلو العلاقات معهما من التوتر وهما بريطانيا وألمانيا.