سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرياض تدفع ب"محور الشر" نحو العزلة السياسية الدولية باحث ل"الوطن": طهران تعي أن نظام "الأسد" انتهى.. وتجد في "اليمن" بديلا قادما* المقاربة السعودية الأميركية تجاه "داعش" ستقضي على التنظيم
ثلاثة محددات رسمت ملامح السياسة السعودية في المنطقة، إزاء ما يعرف بدلالات التحالف الدولي والعربي، تجاه التنظيمات الإسلامية المتطرفة، التي باتت تشكل اليوم خطراً حقيقيا يتجاوز أمن الإقليم إلى الأمن الدولي. أولى تلك الدلالات وأهمها – وفقاً لعدد من المراقبين- دافعية المطبخ السياسي السعودي، في عزل "روسيا، وإيران، ونظام الأسد، وحزب الله"، من المحيط الاستراتيجي الإقليمي، وبخاصة بعد اقتناع الإدارة الأميركية بالنظرية الواقعية التي أبداها السعوديون في الملف السوري، إبان تردد واشنطن في توجيه الضربات السابقة للنظام، التي كان من الممكن – في حال استمعت إلى نصيحة الرياض- ألا يكون "تنظيم الدولة الإسلامية" موجوداً في خاصرة المنطقة. إيران وسورية والحليفة الأم موسكو لن تتواجد مقاعدهم الدبلوماسية غداً في مؤتمر باريس، الذي تتوزع فيه أدوار الدول ال40 المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، و"داعش" على رأس القائمة، وهو ما شكل رغم محاولات ساسة الكرملين عدم إعطاء التحالف الصبغة الشرعية، إلا أن ذلك يدفع بروسياوإيران على وجه الخصوص صوب العزلة الدولية، التي ستنبئ ب"إرهاصات" جديدة لم يتوقعها خبراء الأمن القومي الإيراني. في سياق المحاور السابقة، يمكن استجلاب ما وضعه المتخصص في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد السلمي في حديثه مع "الوطن"، من أن مؤتمر غد يعتبر في نظر "الإيرانيين" نكسة في التخطيط الاستراتيجي، وبخاصة مع دخول السعودية بثقلها الإقليمي وعلاقاتها الاستراتيجية مع الإدارة الأميركية، ونظرتها في علاج ملف التطرف، التي عززتها في مؤتمر جدة، قبل 96 ساعة من انعقاد مؤتمر باريس، من أن القضاء على الإرهاب في سورية، لا ينفصل عن إنهاء نظام الأسد، الذي ثار عليه شعبه منذ 15 مارس 2011. ويقول السلمي "الإيرانيون يعلمون علم اليقين بأن نظام بشار الأسد قد انتهى تماماً، حيث يمكن الإشارة هنا إلى فهم حركة التصعيد الواسعة والتوتر الحاصل في اليمن السعيد عبر حليفهم "أنصار الله" – جماعة الحوثي_ إلى محاولة البحث عن موطئ قدم جديد لهم، وهو ما يمكن فهمه من تصعيدهم وعدم توصلهم إلى وفاق مع حكومة الوحدة الوطنية". إضافة أخرى يراها السلمي تعزز موقفه بشأن إيران ترتبط بما يحاول الإعلام الإيراني الأسبوع المنصرم التأكيد على العلاقات القومية المتشابكة بين الإيرانيين واليمنيين، وهي من أهم الدلالات التي تفهم على حالة "تخبط" ساسة طهران. حكومات الدول الثلاث وأجهزتها الاستخباراتية، ستحاول جاهدة إفشال مخطط التحالف الدولي ضد الإرهاب، وبخاصة مع ظهور سياسة إقليمية ودولية ببعد مختلف عن السياق السابق، ومحاولة تقديم عنصر "المواجهة" للملفات الحساسة التي خدمت تصاعد فكرة "المجموعات المتطرفة". في بحث مدلولات ذلك يظهر على السطح سؤال سياسي مهم، حول مدى الشراكة التي ستبديها الرياضوواشنطن باعتبارهما ركيزتين مهمتين في هذا التحالف، وهنا يمكن التطرق إلى بعض الدراسات الصادرة من مراكز بحثية شكلت في بعض مراحلها عدم توافق مع السعودية، ورغم ذلك تصر لوري بلوتكين بوجارت هي زميلة أبحاث في برنامج سياسة الخليج في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في تقرير نشر في ال10 من سبتمبر الجاري حملت عنوان "فلنكن واقعيين في الشراكة مع السعودية في مواجهة "داعش"، إلى ضرورة إقامة شراكة مع الرياض في مكافحة "داعش"، حيث لا يجدر بالإدارة الأميركية إنكار دور المملكة الهام في هذا الشأن، وتشير إلى أن "أفضل مقاربة للشراكة مع السعوديين تقوم على العمل معهم لزيادة نشاطاتهم الأخيرة التي تتلاقى مع مصالح واشنطن الخاصة. يجب على الولاياتالمتحدة أن تستشف نهجها مما يظهره السعوديون بأنهم على استعداد للقيام به ويتمتعون بالقدرة السياسية لذلك. وتحدد هذه المنهجية فوائد وحدود شراكة واشنطن الاستراتيجية مع السعودية ودول الخليج الأخرى".