لا تبدو الخيول في شكلها العام مظهرا مألوفا يتماهى وطبيعة الإناث أو اهتماماتهن، ليس من قبيل شيء عدا أن الفروسية وركوب الخيل يرتبطان عادة بفرسان الكر والحرب والسبق، إلا أن بعدا دافئا خاصا التقطت الشابة دانة القصيبي أطرافه لتنسج من وحيه علاقة حميمة مع الخيول، تبدو مثيرة للوقوف عليها وتأملها على نحو يشرع أبواب قصة مختلفة تسترعي الغوص في تفاصيلها والاستمتاع بها. تقول «كنت والخيل نقيضان لا يتفقان، قبل أن يغير والدي خالد القصيبي رحمه الله كثيرا من قناعاتي حين كنت أرافقه إلى الإسطبل، كان فارسا ومروضا ومحبا للخيل العربية الأصيلة فتعلمت منه ذلك». وتضيف: لم أكن أفكر في ترويض الخيول قبل أن يخطفني منظر الرفس والكرباج واعتلاء السرج، فانسقت بلا وجس إلى فكرة الترويض، بعد أن ضايقني تعامل البعض مع الخيول وقسوتهم عليها بعزلها وحيدة في صناديق في الإسطبلات وكأن ما يربطهم بها هو السرج والرفس، كنت أشعر بالحزن الشديد، ولأني مؤمنة بأن ما كان يحصل يناوئ الرحمة وفطرة الإنسانية في التعاطي مع هذا المخلوق الجميل قررت دخول هذا المجال. وحول كيفية صقلها موهبة ترويض الخيول، قالت: هي هواية ولكنني قررت التعلم والاهتمام بها جيدا، بالإشراف المباشر من المختصين في مجال تدريب الخيل هي مهنة خطرة ويجب الحرص فيها على تفاصيل خفية قد يجهلها البعض، نتعامل مع حيوان وزنه ثقيل وقوي جدا ويمكن أن يحصل خطأ في أي لحظة، ومن المهم أن يراعي الإنسان سلامته قبل كل شيء. وفي ما يخص التعامل مع الخيول وتدريبها أوضحت القصيبي أنها تفضل الخيول الصغيرة (الأمهار)، لأنها جاهزة للتعليم ولكن الكبير قد كبر واكتسب خبرات معينة في الحياة ويجب في البداية تغيير ما تعلمه حتى يتعلم من جديد وهذا يتطلب وقتا أكثر وجهدا أكبر. وتطمح القصيبي إلى نشر ثقافة التواصل والتعامل مع الخيول وأن تساعد الخيول ومحبيها ليتعاملوا معها بشكل أفضل، وإنشاء مكان ليعلم الفرسان أساليب حديثة في التعامل مع الخيول ويدعم هذه المبادئ.